الكيمياء الحيويةملخصات أبحاث

ارتباط مادة ثاني الفينول (Bisphenol A: BPA) بالنمو الورمي لسرطان الثدي

يقول علماء الكيمياء الحيوية في جامعة تكساس أن دراستهم الجديدة المنشورة حديثاً تقدم للباحثين نظرة أقرب لفهم كيف يعزز المركب الصنعي الذي يدعى ثاني الفينول أو BPA المستعمل بشكل شائع  من نمو سرطان الثدي.

قام Subhrangsu Madal المدرس المساعد في الكيمياء الحيوية و Arunody Bhan طالب الدكتوراه في مخبر Mandal بدراسة جزيء يدعى HOTAIR RNA وهو اختصار لجزيئة RNA طويلة غير مشفرة تعد جزء من DNA عند البشر وباقي الفقاريات.

لا ينتج HOTAIR البروتين من تلقاء نفسه لكن عندما يتم التعبير عنه يمكنه أن يكبح الجينات التي تبطئ النمو الورمي بشكل طبيعي أو التي تسبب موت الخلايا السرطانية حيث أن مستويات التعبير المرتفعة عن HOTAIR ترتبط بحدوث سرطان الثدي والأورام الخبيثة وسرطانات البنكرياس والكولون وغيرها.

وجد الباحثون في جامعة تكساس أن خلايا الغدة الثديية و خلايا سرطان الثدي عند تعرضها لمادة BPA في التجارب المخبرية ستعمل هذه المادة وبشكل مشترك مع الجزيئات الموجودة بشكل طبيعي بما فيها الأستروجين لإنتاج كميات شاذة من التعبير الجيني لجزيء HOTAIR وقد نشرت هذه النتائج عبر الإنترنت في شباط في مجلة “The Journal of steroid Biochemistry & Molecular Biology”

يقول  Mandal وهو كاتب مشارك في البحث: “لا نستطيع أن نقول فوراً أن BPA يسبب نمو السرطان لكنه يساهم بشكل جيد لأنه يخرب الجينات التي تمنع عادةً هذا النمو” ويتابع حديثه بالقول “إن فهم التأثير المتطور لهذه الهرمونات الصنعية يعد وسيلة هامة لحماية أنفسنا وقد تكون هامة للعلاج”.

يقول  Bhan وهو كاتب رئيسي في هذا البحث الذي يشارك فيه عدة زملاء له يعملون في مخبر Mandal: “عندما وجدنا أن BPA لا يرفع التعبير عن جزيء HOTAIR في الخلايا الورمية فحسب بل أيضاً في نسيج الثدي الطبيعي”  وأكد أنهم بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لكن النتائج تفرض أن صحة ما يتطلب إثباته هو فيما إذا كان BPA و HOTAIR يشاركان في نشوء الورم بالإضافة إلى تشجيع نموه.

يستخدم BPA بشكل واسع في الصناعات البلاستيكية كأوعية تخزين الطعام و لتغليف البطانة الداخلية للبضائع المعلبة وحتى في عبوات حليب الأطفال وينتمي لعائلة المركبات الكيميائية التي تسبب خلل في عمل الغدد الصم أو تدعى EDCS  والتي تظهر تأثيراً مقلداً للهرمونات الطبيعية حيث تتداخل هذه المركبات بتنظيم الهرمون ووظائفه الملائمة لعمله في النسيج والغدد وخلايا الإنسان حيث أنه قد ربطت دراسات سابقة بين BPA و مشاكل تتعلق بالتطور التناسلي والبلوغ المبكر والسمنة والسرطانات.

ينظم الأستروجين جزيء HOTAIR في الظروف الطبيعية مبدلاً بين تثبيط أو تنشيط التعبير عنها من خلال التداخل مع جزيئات تدعى مستقبلات الأستروجين ER ومستقبلات الأستروجين الحاملة لعوامل نسخ التثبيط والتنشيط ER-Coregulators  حيث وجدت الدراسة الجديدة أن BPA يعطل الوظيفة الطبيعية لهذه المستقبلات عند تواجد الأستروجين أما في غيابه فمن المحتمل أن تتورط في نمو الورم وعدد من السرطانات.

تقول Pamela Jansma عميدة كلية العلوم في جامعة تكساس: “إن إنجاز البحث بأفضل حالاته يكون عندما تسلط نتائجه الضوء على قضايا ذات اهتمام عام وقد استخدم Dr.Mandal وفريقه خبرتهم الجيدة فقط ليفعلوا ذلك وتظهر نتائج دراستهم ما يجب معرفته حول كيف يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في بيئتنا قد تؤثر علينا بطريقة غير مرئية بالنسبة إلينا.”

أظهر الباحثون نتائج مشايهة عندما عرضوا جزيء HOTAIR لأستروجين صنعي يدعى DES أو Diethylstilbestrol وقد أظهر هذا المركب قدرته على رفع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي ومشاكل صحية أخرى عند النساء وبناتهم اللواتي قمن باستعماله حيث كان يستعمل سابقاً في العلاج الهرموني المعاوض و لمنع العديد من مشاكل الحمل.

المصادر:

New UT Arlington Study Links BPA and Breast Cancer Tumor Growth. UTA News Center. Retrieved October 31, 2016, from http://www.uta.edu/news/releases/2014/03/MandalBPA-study.php

Bhan, A. & et al. Bisphenol-A and diethylstilbestrol exposure induces the expression of breast cancer associated long noncoding RNA HOTAIR in vitro and in vivo. The Journal of Steroid Biochemistry and Molecular Biology. (141). Pages 160–170.

شارك هذه المادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى