الكيمياء العامة واللاعضوية

الكشف عن الفن المزيف باستخدام الكيمياء

هل سبق لك زيارة متحف للفنون وكنت مهتماً في لوحة لفنان شهير! أو في مجسم من مصر القديمة؟

الأعمال الفنية مثل هذه تعتبر ذات قيمة عالية جدًا، لجمالها وتكلفتها ومن الشائع بيع هذه الأعمال الفنية في المزادات بآلاف أو حتى بملايين الدولارات. ولأنّ الناس يدفعون الكثير من الأموال من أجل الأعمال الفنية، العديد من المجرمين يقومون بتزوير هذه الأعمال التي تباع.

القطع المزوره تُصنع لكي تبدوا مشابهة تماماً لتلك النسخة الأصلية أو الحقيقية من أجل خداع الناس لشرائها. ولكن كيف يمكن للكيميائيين معرفة فيما إذا كان العمل الفني مزوراً؟ واحدة من الطرق هي تحليل الأصباغ أو الملونات المستخدمة في العمل الفني.

بعض الأصباغ المستخدمة في القطع فنية تتواجد غالباً في الطبيعة ولكن المواد الفنية الأخرى تكون مصنعه اصطناعياً أو يدويًا، لذلك يمكن أن تظهر الأصباغ فقط في قطعة فنية بعد تاريخ صنعها.

استخدم اللازورد الأزرق، عن طريق سحقه، في الطلاء منذ العصور القديمة. يعتقد بأنّ الأزرق المصري أول صبغة من صنع البشر والذي تم إيجاده في قطع فنية القديمة يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد. وبالرغم من ذلك لا نعلم بالضبط متى تم تصنيعه لأول مرة.

بالنسبة للأصباغ الاصطناعية الحديثة، تاريخ التصنيع يكون معروف جيداً، لأنهم إما أن يكونوا أعلنوا عنها في مجلة عن الكيمياء أو كبراءة اختراع قانونية.

الأزرق البروسي (أزرق بروسيا) يعتبر أول صبغة حديثة اصطناعية تم اكتشافها عن طريق الصدفة عام 1705. توجد صبغة زرقاء أخرى تسمى بـ الترامارين أو الصبغ اللازوردي، تأتي هذه الصبغة من حجر يسمى بـ اللازورد، والذي وجد لأول مرة في مناجم أفغانستان وبسبب ندرة هذا الحجر يعتبر أغلى من الذهب. بسبب تكلفته العالية. عرض في 1824 مبلغ كبير من المال في فرنسا لمن يتمكن من تصنيع الالترامارين و إنتاجه بتكلفة منخفضة كتشجيع للمصانع. في عام 1828، قام Jean-baptiste بتصنيعه وربح الجائزة! ولذلك يطلق على الالترامارين المصنع بـ الالترامارين الفرنسي.

معرفة تواريخ الاكتشاف مهمة للغاية عندما يحقق الكيميائيين بعملية تزوير قطعة فنية ما، حيث إذا تم العثور على أصباغ في القطع ولم تكن موجودة في ذلك الوقت الذي تم إنشاء القطعة فيه فهذا يعتبر دليل قوي جداً على أنّ القطعة مزيفة تم إنشاؤها في الوقت الحالي.

وكمثال على ذلك، أَعْطِ متحف إنديانابوليس للفنون قطعة من الأوشبتي المصري (الأوشبتي: هي عبارة عن تماثيل كانت توضع في القبور المصرية القديمة لخدمة الموتى) ولكن بعض الناس اعتقدوا أنّ الأوشبتي الموجود في المتحف يمكن أن يكون مزيف بسبب أسلوبه الشاذ الغريب واللغة الهيروغليفية “اللغة المصرية القديمة” غير الدقيقة. ولمعرفة الحقيقة قام العلماء بالتحقق من الأصباغ لمعرفة الحقيقة، فاخذوا عينة من الصباغ الأزرق الموجود على غطاء الرأس، ولو كان الأوشبتي حقيقي كما يدّعي صاحبه ينبغي أن يكون الصباغ صبغة الأزرق المصري ولكن التحاليل الكيميائية والمجهرية أظهرت أنّ الصبغة المستخدمة هي صبغة الالترامارين الفرنسي وهذا يعني أنّ الأوشبتي مزور! وباستخدام اختبارات مشابهة ساعد الكيميائيون على إحضار العديد من المجرمين الى العدالة.

المصدر:

Solving Mysteries Through Chemistry! National Chemistry Week 2016. American Chemical Society. Retrieved December 30, 2016, from https://www.acs.org/content/dam/acsorg/education/outreach/ncw/educationalresources/2016/ncw-2016-brochure-low-res.pdf

شارك هذه المادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى