الكيمياء العضويةمقالات علمية

كيمياء الواقي الشمسي (أنواع الأشعة الشمسية)

سنخصص اليوم الحديث عن أنواع الأشعة الشمسية ومكوناتها الكيميائية

1- أشعة أو ضوء الشمس:

وهي عبارة عن مجموعة من الموجات الكهرومغناطيسية، يرى الإنسان بعض منها فقط يسمى الضوء أو الطيف المرئي، وتتميز الأشعة المرئية من الطيف الشمسي بتلونها بمجموعة ألوان قوس قزح.

أي من الأحمر حتى البنفسجي، فنبدأ مع الأحمر ذي الطول الموجي (700) نانومتر وصولاً لموجات البنفسجي الأقصر والتي يصل طول موجتها إلى (400) نانومتر، أما لا نراه بالعين المجردة فهو مجال تحت الأحمر الذي يصل طول موجاته حتى (2700) نانومتر.

مجال ما فوق البنفسجي الذي يصل طول موجاته إلى ما دون (400) نانومتر كما يبين الشكل التالي:

وتحمل هذه الأشعة طاقة تختلف كميتها مع اختلاف طول الموجة.

فكلما طالت الموجة تناقصت طاقتها، ما يعني أن الأشعة فوق البنفسجية هي الأشد خطراً على البشرة لعلو طاقتها وبخاصة إن كان التعرض لها طويلاً.

وتصل الأشعة الشمسية إلى سطح الأرض بعد اختراقها الغلاف الجوي، والذي يقوم بدوره بامتصاص بعضها، بحيث لا يصل لسطح الأرض إلا جزء منها (اللون البني في الشكل السابق).

وتتباين مختلف الغازات المختلفة المكونة لهذا الغلاف عن بعضها في قدراتها على امتصاص أشعة الشمس ما بين آزوت وأكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.

وقد تصل إضاءة كل واط تدفق ضوء شمس مباشر حتى (93) ليومن Lumens– بما فيها الأشعة تحت الحمراء، والضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية.

ويصل متوسط قدرة الطاقة الشمسية الساقطة على المتر المربع من سطح الأرض والذي يطلق عليه مصطلح الثابت الشمسي:

En= 1.367 Kw / m2

2- أنواع الأشعة الشمسية:

يصنف العلماء الأشعة الشمسية في ثلاثة أنواع، وتشمل:

1-2- الأشعة تحت الحمراء:

أو الأشعة الحرارية، وهي أشعة غير مرئية، وتقدر نسبتها بنحو (50%) من مجموع الإشعاع الشمسي، ويتراوح طول أمواجها بحدود (0.75-4.0) ميكرون.

2-2- الأشعة الضوئية:

برغم أنه يطلق عليها أشعة مرئية، إلا إن واقعها غير ذلك، فهي تخترق الفضاء الكوني، وتنير الوسط المادي الشفاف الذي تتناثر فيه مثل الغلاف الجوي أو تنعكس كما هي حالها مع القمر الذي يعكسها لسطح الأرض.

وتناثرها سر إنارة الجو نهاراً، على أنه بالإمكان تحليل ضوئها بموشور زجاجي لمكوناته الأساسية، وتقدر نسبتها بنحو (37%) من مجموع الإشعاع الشمسي، وتتراوح أطوال أمواجها بحدود (0.4-0.74) ميكرون، وتصل قوتها العظمى على سطح الأرض ظهيرة يوم صيف.

3-2- الأشعة فوق البنفسجية:

ويطلق عليها أحياناً مصطلح الأشعة الحيوية، وهي أشعة غير مرئية أيضاً، وتقدر نسبتها بنحو (13%) من مجموع الإشعاع الشمسي. وتتراوح أطوال أمواجها بحدود (0.17-0.4) ميكرون. وتصنف في ثلاثة صفوف:

1- أشعة [(UV-A (320-400 nm]:

تتغلغل في طبقات الجلد الداخلية، وتسبب سرطان الجلد، وشيخوخة الجلد المبكرة.

2- أشعة [(UV-B (290-320 nm]:

تؤدي إلى اسمرار الجلد، ويؤدي التعرض لها لحروق في البشرة.

2- أشعة [(UV-B (290-320 nm) – UV-C (200-290 nm]:

يتم امتصاصها كلياً في طبقات الجو العليا.

وللأشعة فوق البنفسجية فوائد جمة في نمو الكائنات الحية وعلاج بعض الأمراض مثل الكساح والسل عندما تكون بجرعات معقولة.

أما إن زاد التعرض لها فيبدأ ضررها مسببةً سرطان الجلد وانفصال شبكية العين والقضاء على المضادات الحيوية التي تنتجها أجسامنا.

وتمتص طبقة الأوزون جزءاً من هذه الأشعة ما يعني أن هذه الطبقة تشكل درعاً واقياً يحمي الأرض منها. وتتوزع الأشعة الشمسية في وصولها لسطح الأرض على الشكل:

  • ويلعب الإشعاع الأرضي -Terrestrial radiation  – دوره على شكل موجات طويلة في تسخين طبقات الجو من الأسفل للأعلى.

عن طريق الأتربة، ومكونات الجو من معلقات وغازات ثقيلة وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، ومن ثم تنخفض درجة الحرارة كلما زدنا ارتفاعاً.

إن لأشعة الشمس تأثيراً مفيداً ومعروفاً على الإنسان:-

  • فعندما يلامس الإشعاع فوق البنفسجي الجلد يؤدي لتشكل ﭬيتامين D .

الذي يلعب دوره المقوي للجسم ما يساعد على دعم مقاومته للأمراض.

  • وبنفس الوقت تسبب الأشعة احمراراً لطيفاً للجلد.

ويتحملها الجسم بدون أي إزعاج ما لم يكن التعرض شديداً، أما الاحمرار الشديد فينتج عند تعرض البشرة لأشعة الشمس في يومٍ صيفي لمدة ساعة تقريباً.

وهي أطول مدة تستطيع البشرة غير المعالجة احتمالها.

إذ يؤدي التعرض لفتراتٍ أطول من ذلك لحروق شديدة، وإن استمر التعرض أكثر فأكثر فقد تتحول الحروق إلى قروح.

3- الأشعة الشمسية والخلايا القتامية:

تسبب الأشعة فوق البنفسجية في :-

  • حرق الجلد ودكانة لونه.

وهنا تبرز أهمية ازدياد نشاط الخلايا القتامية لجلد سكان المناطق ذات المناخٍ المشمس بشكلٍ كافٍ، لحماية العضوية بازدياد ثخانة الطبقة الجلدية ما يسمح للجلد بتحمل أشعة الشمس أكثر وأكثر.

  • إذ يزداد نشاط خلايا الجلد في توليد القتامين إثر التعرض للشمس.

ولا سيما للأشعة فوق البنفسجية، ويوجد القتامين في خلايا بشرة جميع الأجناس البشرية، ويكثر بشكلٍ ملحوظ في خلايا العرق الأسود.

  • ويعتبر القتامين وسيلة دفاع الجسم ضد الحرارة المرتفعة وأشعة الشمس.

بسبب امتصاص الصباغ للحرارة، فتسخن البشرة وتتنبه النهايات العصبية فتتسع العروق وينشط إفراز الغدد العرقية.

  • وإذا ما تبخر العرق المفرز على سطح الجلد أدى لبرودته فتنتظم الحرارة.

ويتناسب لون الجلد مع محتواه من القتامين.

  • وتمتاز بعض مناطق الجلد عن غيرها باحتوائها كميات صباغ أكثر.

وبالتالي أغمق، وتزداد ثخانة الطبقة الجلدية لقابلية الجسم لتطوير وسائله الدفاعية الطبيعية. ومن هنا تتبين فداحة ضرر عمليات تبييض البشرة:

أما مع سكان المناطق الأقل سطوعاً شمسياً

ويقتصر تعرضهم للشمس على الحمامات الشمسية أوقات العطل.

فيصبح من الضروري معالجة الجلد ببعض مواد الوقاية لدعمه بصورةٍ كافية،وبما أن حروق الشمس تسببها الأشعة فوق البنفسجية، فإن منع هذه الحروق يتم بمنع ملامسة هذه الأشعة للجلد.

4- الواقي الشمسي:

  • يتم تحضير الواقيات الشمسية على شكل غسولات (Lotion)، أو رذاذات (Sprays)، أو هلامات (Gels).

أو أي مستحضر موضعي بإمكانه امتصاص أو عكس قسطاً من الأشعة فوق البنفسجية من الجلد المتعرض لها، وبالتالي القيام بدور الحماية.

1-4- المكونات اللاعضوية:

  • تعكس وتمنع وصول هذه الأشعة للبشرة نسبياً، ويطلق عليها اسم الحاجب الشمسي Sunblock .
  • وأهمها أكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم، وبخاصة عند تحضيرها بشكل نانوي للتخلص من تلوين البشرة بالأبيض.

2-4- المكونات العضوية:

  • غالباً ما تكون مركبات عطرية تحمل زمر كربونيل.

بحيث يمكنها امتصاص الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة لتحررها بطاقة أخفض على شكل حرارة مانعة إياها من التأثير السلبي على البشرة.

  • ويتوجب اختيار المواد العالية الثباتية تجاه الأشعة الضوئية (Photo degradation).

مخافة أن تتفكك وتفقد فعاليتها.

وقد تضاف لها بعض المثبتات الكيميائية كإضافة (Octocrylene) مع آزو البنزن.

أو قد تحوي أنزيمات مثل أنزيم (Photolyase) الذي يعتقد أنه قادر على إصلاح الـ DNA المتخرب بتأثير الأشعة فوق البنفسجية.

يمكن للمواد التالية امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، وتحريرها على شكل حرارة، ومنها:

  1. بارا أمينو حمض البنزوئيك PAPA: وتعمل على امتصاص أشعة UV-B.
  2. حمض السيناميك ومشتقاته ثنائية وثلاثية الهيدروكسيل: وتعمل على امتصاص أشعة UV-B.
  3. مجموعة البنزوفينون: وتعمل على امتصاص أشعة UV-A.
  4. مجموعة مشتقات حموض أمينو البنزوئيك: وتعمل على امتصاص أشعة UV-A و UV-B.
  5. الأيكامسول*: وتعمل على امتصاص أشعة UV-A.

 الأيكامسول:

  • ثلاثي فتاليدين ثنائي كافور حمض الكبريت (Terephthalylidene dicamphor sulfonic acid).

وهو مركب عضوي من مشتقات كافور البنزيليدين.

ويمتاز بثباته العالي تجاه الضوء، لذا يستخدم كمكون أساسي في الواقيات الشمسية.

علاوةً عن:

  • استرات الغليسريل.
  • الصفصافات.
  • بعض الفحوم الهيدروجينية ثنائية وثلاثية الآزول.
  • مشتقات الكومارين وأملاح الكينين.
  • مشتقات الكينولين.
  • الهيدروكينون.

ينصح مسؤولو الصحة عموماً :

  • باستعمال الواقيات.

كونها تقي من سرطان الخلايا المتقرنة (Squamous cell carcinoma)، وسرطان الخلايا القاعدية (Basal cell carcinoma).

تبقى المسألة شائكة مع العوامل التي لا تحجب أشعة UV-A التي لا تسبب حروقاً، ولكنها تعزز إمكانية حدوث ورم الخلايا الميلانية، وهو أحد السرطانات الجلدية، لذا يكون بعض مستخدمي الواقيات الشمسية عرضة لنسبة عالية من أشعة UV-A دون إدراك.

5- حاجبات الشمس:

تقوم فعالية هذه المركبات الكيميائية على قدرتها امتصاص الأشعة الشمسية.

فتمتص معظم الإشعاعات الواقعة في المجال (2900-3000) أنغستروم، ويتعلق تأثير الأشعة على الجلد بعدة عوامل مختلفة، منها:

  1. طبيعة الجلد.
  2. طبيعة المنطقة المناخي: فيعكس الثلج مثلاً نسبة عالية من الإشعاع فوق البنفسجي أكبر من نسبة ما تعكسه الرمال، أما البحر فيزيد من فعالية الإشعاع فوق البنفسجي. ويؤدي ترطيب الجلد أو مسحه بزيوتٍ محددة لزيادة الحساسية تجاه الضوء ما يسبب احمرار الجلد.
  3. الشروط الجوية: فعندما يكون الضوء قادماً من سماء ملبدة بالغيوم فإنه سيحوي على نسبة أعلى من الإشعاع فوق البنفسجي.

ونجد بناءً على ما سبق أن من أهم ما يجب أن تتمتع به حاجبات الشمس:

  1. امتصاص الضوء بصورة انتقائية فيما بين الطولين الموجيين 2900-3000 أنغستروم.
  2. ثباتها تجاه الحرارة والضوء والتعرق.
  3. غير مهيجة أو سامة. ومعتدلة وذوابة
  4. بطيئة الامتصاص.

5-1- قياس معدلات امتصاص الحاجبات الشمسية:

  • تتم مقارنة خواص معدلات الامتصاص للحاجبات الشمسية بقياس كمية الضوء الممتص.

من قبل أفلام بسماكة عيارية مسلطين إشعاع فوق بنفسجي بطول (2900-3000) أنغستروم، والذي يوافق القمة التي تدعى منحني احمرار الجلد.

وقد يكون التركيز الفعال لمادةٍ ما 0.2% ولأخرى 8% للوصول لنفس التأثير، وتلعب العوامل الاقتصادية دوراً كبيراً عند انتقاء أي مادة.

  • كما يلعب الشكل النهائي للمادة دوراً هاماً في اختيارها.

فإذا كانت على شكل مستحلب مثلاً فلدينا احتمالات لإذابتها:

ما بين وسط مائي، أو زيتي بحسب قابلية ذوبان المادة، كونها ستؤثر على معظم مكونات نظام الاستحلاب.

  • فإذا ما استعملت مادة حاجبة للشمس بتركيز 8-10% في منتج معين.

فستكون جزءاً فعالاً من الطور الزيتي، في حين إذا استخدمت مادة بديلة بتركيز 2% فإن هذا سيتطلب إضافة 6-8% جزء من الزيت للحصول على نفس نمط الاستحلاب.

  • يعزى امتصاص الضوء للمادة الفعالة كمركب حاجب للشمس بنسبة 0.5% تقريباً.

ويتبع تعديل نسبتها صفاتها الفيزيائية باعتبار المواد ذات الطبيعة الزيتية جزء من الطور الزيتي.

أما إذا استخدمت مادة ذوابة في الماء فتتم إذابتها في الطور المائي، ويزاد عندئذٍ الطور الزيتي في النظام الاستحلابي بنسبة 5%.

يمكن أن يكون المنتج النهائي على شكل:-

  • غول مائي.
  •  غولي.
  •  كريم دهني.
  •  زيت.
  • أو مستحلب باختيار المذيب (سائل الحمل أو الطور المستمر) والمكونات الأخرى.

ما يؤثر في فعالية المحضر.

وهناك بعض الزيوت الطبيعية مثل:-

  • زيت جوز الهند .
  • وزيت فستق العبيد .
  • زيت الزيتون.

التي تمتلك خاصة امتصاص الأشعة فوق البنفسجية في المجال المسبب للحروق، بينما لا تمتلك الزيوت المعدنية خاصة امتصاص في هذا المجال، وعندما يكون المراد تغطية مساحة كبيرة من الجسم بالزيت، فإن الزيت الطبيعي لا يمكنه تشكيل طبقة ” فيلم ” شحمية مثل الزيت المعدني الذي يمتص من قبل الجلد.

6- الأسس الفعالة:

يمكن أن تحضر بمزج زيوت طبيعية مع زيوت معدنية، أو بخلط هذه الزيوت مع استرات حموض دسمة مثل ايزو بروبيل ميريستات أو ايزو بروبيل بالميتات (نخلات)، ويؤدي استخدام مثل هذه المواد لإنتاج مستحضر زيتي غير شحمي.

ويتوجب عند استعمال زيت طبيعي في التركيبة استخدام مضادات أكسدة لمنع فساده (تزنخه)، واستخدام عطر ذواب في الزيت إذا كان مكوناً في الأساس من زيت بارافيني فقط، أما إن كان المستخدم استر لحمض دسم أو زيت طبيعي فإن هذه المواد ستساعد على ذوبان العطر.

تتوفر القدرة على الحماية من حروق الشمس في مواد مثل الفازلين وشمع اللانولين حيث تغطي الجلد بحامل خام، وبعض المواد مثل: أكسيد التيتانيوم، أكسيد التوتياء، التالك، الكاؤولين، الستيرات، الفحمات.

7- مبادئ اختيار الواقي الشمسي:

الكل يدرك مدى أهمية الاعتماد على الواقي الشمسي عموماً، ولكن قليلون من يعرفون كيفية اختيار الواقي المناسب لكل حالة، والكمية اللازمة ومواعيد تطبيقه. ومن المهم ضرورة تطبيقه شتاءً كما يطبق صيفاً، وبخاصة أننا في منطقة عالية معدلات السطوع الشمسي عملياً.

يمنع كريم الوقاية احتراق الجلد بتأثير الأشعة الشمسية، والتي تتسبب بإفراز صباغ الميلانين حمايةً للبشرة بجعل الجلد داكن اللون أكثر وأكثر بزيادة تعرضنا للشمس، فتخترق هذه الأشعة الجلد وتصيب الألياف المرنة وألياف الكولاجين التي تعمل على تعزيز مرونة الجلد، ويمكننا القول عموماً أن أصحاب الجلد الباهت أكثر عرضة لسرطانات الجلد من أصحاب الجلد الداكن.

ويتم تطبيق الواقي الشمسي عموماً بعد تطبيق الكريم المرطب بلحظات تكفي لامتصاص الكريم المرطب، وقبل ربع ساعة على الأقل من بدء التعرض للشمس.

ولا يمكننا الربط بين تطبيق الكريم الواقي والتصبغ على الجلد، لكنه يحد من تطور وظهور بقع جديدة، فهو واقي وليس علاج.

8- عامل الوقاية الشمسي (Sun Protection Factor: SPF):

يعبر هذا الرمز عن معامل الحماية من الأشعة الشمسية، ويساعد على تحديد الزمن المتاح لتعرض البشرة للأشعة الشمسية قبل الوصول لمرحلة الحرق، فلكل بشرة SPF طبيعي يحدده محتواها من صباغ الميلانين، أي درجة تلون أو اسمرار البشرة كما في الجدول التالي:

يدل معامل SPF على الوقت اللازم لاحتراق الجلد بتأثير الشمس

وبالتالي لزوم تطبيق الواقي الشمسي، فبما أن الشمس تستغرق (10) دقائق لتُظهر علامات احمرار الجلد بدون كريم، يتوجب ضرب الـ SPF بعشرة، أي إن كان لدينا كريم برقم SPF: 36، يتوجب ضرب (36×10)، ما يعني زمن حماية يعادل (360) دقيقة أي ست ساعات، في حين يتوجب دهن الكريم ذي الرقم (15) كل ساعة تقريباً.

ويتوجب باعتبار أن سبب الحروق الشمسية الأشعة فوق البنفسجية B، ولا يحدد هذا المعامل مدى الحماية من الأشعة A المسببة للسرطان، يستحسن عند تحضير الكريم احتواءه على مضادات الأشعة B & A، والتوصية بوضعه في الأيام الحارة وإن كان الطقس غائماً، لأن 80% من الأشعة فوق البنفسجية قادرة على اختراق سحب السماء.

وهناك نظامان عالميان لقيمة عامل الوقاية الشمسي

فالرقم الأمريكي يعادل ضعفي الرقم الأوربي، فالرقم SPF: 20 بمنتج أمريكي يعادل الرقم SPF: 10 بمنتج أوروبي.

ونادراً ما يتم توضيح تبعية نظام الواقي الشمسي، إنما تشير قيمة SPF للزمن الذي يمكن أن يتعرض له الجلد تحت الشمس والمعالج بالواقي الشمسي قبل أن يبدأ الحرق منسوباً لجلدٍ بدون واقي، ذلك على اعتبار أن الكثافة الإشعاعية ثابتة في وحدة الزمن، وبناءً عليه يمكننا أن نعتبر أن إنساناً يتعرض للحرق بعد (10) دقائق تحت الشمس بلا واقي، فإن إنساناً آخر مع واقي يتعرض لنفس النتيجة بعد (100) دقيقة عندما يطبق الواقي بقيمة SPF: 10 أمريكي أو SPF: 5 أوروبي. ومن الناحية العملية نجد أن كفاءة الواقي ترتبط بعدة عوامل:

  1. نوع الجلد.
  2. الكمية المطبقة وتكرارها.
  3. النشاطات المختلفة مثل السباحة أو التعرق الذي يؤدي لإزالة الواقي.
  4. الكمية الممتصة من قبل الجلد.

9- جرعة الواقي الشمسي:

يُنصح عادة بمتوسط (2 ملغ/سم2) على الجلد المكشوف، أي يلزم لإنسان بطول (170) سم، ووزن (70) كغ تقريباً أن يطبق ما مقداره بحدود (30) غ على المناطق المكشوفة من جسمه.

كما يستحسن للوصول لأفضل حماية أن يطبق الواقي قبل التعرض للشمس بمدة (15-30) دقيقة، وتكرار التطبيق مرة واحدة بعد (15-30) دقيقة من بدء التعرض للشمس فيما لو تمت ممارسة السباحة أو مسح للجسم أو إن حدث تعرق زائد كما سبق وذكرنا.

وتشير دراسة لجامعة كاليفورنيا لضرورة إعادة تطبيق الواقي خلال ساعتين للمحافظة على فعاليته، إذ يسبب عدم تكرار تطبيقه تخرباً خلوياً شديداً أكبر مما لو لم يوضع أساساً، ويعود السبب في ذلك لتشكل جذور حرة من المركبات الكيميائية التي امتصها الجلد.

10- أضرار الواقي الشمسي:

لا بد لأي منتج كيميائي أن يكون لاستخدامه محاسن ومساوئ، فقد يضر ذات المنتج بأناس، وينفع آخرين، ومن جملة أضرار الواقي الشمسي على البعض نذكر:

1-10- تحسس البشرة:

تحوي بعض أصناف الواقي الشمسي مركباتٍ قد تسبب تهيج البشرة، مثل الاحمرار والتورم والتهيج والحكة، كما هو الحال عند إضافة أصناف معينة من العطور أو المواد الحافظة، لذا يستحسن تطبيق أنواع واقي شمسي من أكثر من مصدر وتركيب واختيار الألطف على البشرة، وعموماً ينصح بواقيات الشمس العاملة على أكسيد الزنك كونها أقل تسبباً للحساسية.

2-10- ظهور حب الشباب:

تتسبب أنواع الزيوت الداخلة في تركيب الواقي الشمسي بتفاقم المشكلة مع أنواع البشرة الدهنية، لذا ينصح في هذه الحالة البحث عن أصناف مناسبة لا تحوي زيوتاً، كما ينصح بعدم استخدام أصناف الواقي الشمسي المحضر للجسم على الوجه، لأن الواقيات الشمسية المعدة للجسم تكون عادةً أكثر كثافة.

3-10- تهيج العينين:

تسبب ملامسة الواقي الشمسي ألماً وتهيجاً في العينين، وأحياناً لشعورٍ بالحرقة والتحسس المؤقت للضوء، ويتوجب غسل العينين بالماء البارد فور ملامسة الواقي لها، واستشارة الطبيب المختص فيما لو حدثت أي مضاعفات.

4-10- التسبب بخطر سرطان الثدي:

أثبتت بعض الدراسات على أن بعض مكونات الواقيات الشمسية تؤثر على معدل هرمون الاستروجين في الدم، وبالتالي تعزز من احتمالات حدوث سرطان الثدي، لذا ينصح بتجنب استخدام الواقيات الشمسية الحاوية على المركبات الكيميائية على الأطفال لبشرتهم الناعمة القادرة على امتصاص الكيماويات بصورة أكبر وأسرع.

5-10- الألم في مناطق نمو الشعر:

كما هي الحال على فروة رأس أو صدر بعض الرجال بسبب جفاف الجلد، لذا ينصح بالجل أو اللوشن في مناطق نمو الشعر كونها تحافظ على رطوبة  البشرة بصورة أكبر.

6-10- التهاب بصيلات الشعر:

يسبب تطبيق واقيات الشمس العالية الكثافة أحياناً لالتهاب بصيلات الشعر، وزيادة التصاق الأوساخ والأتربة على البشرة ما يسبب انسداداً لبصيلات الشعر أيضاً وبالتالي التهابها. لذا يستحسن البحث عن واقيات متوسطة الكثافة.

شارك هذه المادة!

بلال الرفاعي

مدرب التقنيات الصباغية في الاتحاد العربي للصناعات النسيجية وغرفتي صناعة دمشق وحلب. مشرف على الجوانب التطبيقية بكلية العلوم بجامعة دمشق. هاتف (دمشق): 0113440538. هاتف (حلب): 0212262139. جوال: 0944584316

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى