علماء ومشاهير

مقابلة مع الكيميائي عمر الأيوبي

حاورته: نادين العقاد، الكيمياء العربي

هل من الممكن أن نتعرف على بعض المعلومات الشخصية عن حضرتك، مثل: مكان وتاريخ الولادة، مكان الإقامة الحالي؟

بداية أشكركم -الكيميائية الآنسة نادين العقاد ممثلة موقع الكيمياء العربي- على ما تقدمونه من علم ومراجع وثقافة علمية للكيميائيين العرب، وأنا منهم. ولدت عام 1992 في دمشق ومقيم في حي ركن الدين.

ما هو التحصيل العلمي الذي حصلت عليه؟

حصلت بفضل الله على إجازة في كلية العلوم، قسم الكيمياء التطبيقية عام 2016 وأسعى جاهدًا للحصول على منحة لاستكمال دراستي الأكاديمية، فهي همّي الشاغل الذي أسعى لتحقيقه.

علمنا بفوزك بالجائزة الأولى من خلال مشاركة اختراعك بفريق Bright Inventors لبراءة الاختراع، والميدالية الذهبية بمعرض الباسل للإبداع والاختراع. تهانينا! هل تشرح لنا عنه وبماذا يفيدنا في المجال الصناعي؟

عملت في مجال قطاع الصناعات الثقيلة؛ لما وجدت بها من عصب للصناعة وحاجتها لكيميائيين خبراء، وكانت تصادفني مشكلات وأجد حلاً لها من خلال ما تعلمناه من دراستنا. أغلب اهتمامي كان يصبّ في إعادة التدوير والاستفادة من أي منتج ثانوي صناعي أو نفايات… إلخ.

وكان منها أنني شاهدت خلال عملي في معمل صهر ودرفلة الحديد مخلفات تقدر كميتها بالأطنان يوميًا من نتاج هذا المعمل، وكل الصناعات الحديدية بشكل عام. هذه المخلفات تدعى الخبث slag . فكرتي كانت تصميم محطة معالجة يتم عبرها إنتاج مركبات الحديد، من خلال تنظيف وفصل القشور عن المخلفات الأخرى الناتجة من فرنَيّ الصهر والدرفلة، كالمعادن القلوية والقلوية الترابية والرمل والسيلكا والشحوم وغيرها بعدة طرائق فيزيائية وكيميائية. وهي عبارة عن ثلاثة أحواض يتم بكل حوض المعالجة التالية:

  • الحوض الأول: يتم التخلص من الشحوم والرواسب.
  • الحوض الثاني: يتم فيه التخلص من المعادن القلوية والسيلكا.
  • الحوض الثالث: يتم فيه إضافة بولميرات نوعية تشكل معقدات مع أكاسيد معدن الحديد وفصلها عن باقي الأكاسيد المرافقة.

ويتم في المرحلة الأخيرة رفع درجة حرارة المعقدات وفصل البوليمر عن أكاسيد الحديد وإعادة تدوير البوليمر في مراحل المعالجة، يأتي بعدها إدخال الأكاسيد النقية إلى مفاعل مجهز بحساسات دقيقة، -دون تدخل الكيميائي لفحص المنتج- ويتم خلاله إنتاج أملاح ومعقدات الحديد بنقاوة عالية وأخيراً، ترسيبها وبلوَرَتها وتجفيفها، وبيعها كمادة أولية تدخل في صناعات عديدة كصناعة الأحبار والزجاج الملون والدهانات والمبيدات والأسمدة الزراعية والتجهيزات المخبرية كما تستخدم في معالجة المياه. بهذه الطريقة تخلصنا من كميات مهولة من النفايات الصلبة ذات الأثر السلبي على البيئة واستفدنا منها صناعيًا بجدوى اقتصادية تنافس إنتاج هذه المواد بالطرق المعروفة (أعتذر عن عدم إرفاق المخططات وذكر المواد المستخدمة لخصوصية البراءة فهي تختلف عن البحث العلمي.)

هناك العديد من المشاكل التي تواجهنا لتحقيق أهدافنا، هل تُحدِّثنا عن المشاكل التي واجهتك خلال فترة عملك على هذه المحطة؟

مع كل أسف طريق الاختراع هو طريق شائك في بلدنا، ويحتاج إلى كثير من الدعم من مساعدة كريمة من أساتذتنا لما لديهم من الخبرة العلمية، إلى الدعم المالي لتجهيز بروتوتايب يعطي شرح كامل عن الاختراع والمصداقية في المساعدة دون سرقتها، وبعدها استثمار الاختراع، ودعم المخترع؛ لأنّ الكثير من الاختراعات يأكلها الغبار على رفوف المسؤولين دون التفكير في تطبيقها والاستفادة منها.

إلى من تحب توجيه الشكر لدعمهم ومساندتهم لفكرتك؟

أحمد الله وأثني عليه له الفضل أولًا وآخراً، وأشكر عائلتي وكل من دعمني من أساتذة وأخص بالذكر الدكتورة ثناء الحداد (الأم الحنونة)، كانت من المهتمين والمفتخرين بعملي، وأصدقائي الذين كانوا بمثابة أخوة وسند ودعم وهم سبب وصولي للمرتبة الأولى، وأخصُّ بالذكر الكيميائي ناصر القاضي، وفريق Bright Inventors ممثلاً بالدكتور ماجد العزاوي، ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ممثلةً بسيادة الوزير عبد الله الغربي، ودائرة براءات الاختراع لما قدموه من مساعدة وتسهيلات.

ماهو طموحك المستقبلي؟

استكمال دراستي الأكاديمية التي أصبحت حلمًا صعب المنال في بلدنا مقتصرةً على أوائل الدفعة فقط، والتجهيز لتطبيق اختراعي على أرض الواقع، حيث يتم الآن دراسته مع مستثمرين سوريين وأجانب شاهدوا اختراعي ولاحظوا أهمية تطبيقه.

عبر الكيمياء العربي، ما هي الكلمة والنصائح التي ترغب بتوجيهها لكل طالب تخرج مؤخراً وسيبدأ مجال العمل؟

تمت دعوتي مؤخراً من قبل مؤسسة “كن مبدعًا التنموية” ومؤسسها الأستاذ العزيز عمار ذدير العموري بفعالية كيميائي مبدع لإلقاء محاضرة في جامعة دمشق، أنصح بها زملائي الكيميائيين وهي عن آلية تطبيق المعلومات النظرية في مجال العمل. بدايةً يجب أن يعي الكيميائي أن تخرجه من الجامعة إنما هو بداية لاختيار تخصص، فكل ما تعلمه لا يقتصر سوى على الأرضية الأساسية التي سيبني عليها خبرته في المجال الذي سيختاره. ولا يهم المجال أكثر من أهمية حُبه واهتمامه فيه، ولا يهمّ عدد السنين أكثر من ماذا أنتج وتعلم في هذا العام؛ لأنّ الوقت هو العامل الأكبر الذي يجب علينا أن نعرف كيف نستثمره. كما أنصح وأشجع كل كيميائي لحصوله على براءة اختراع. أي فكرة مهما كانت صغيرة تستطيع أن تحصل من خلالها على براءة وألّا نستخف بأي فكرة؛ فكثير من الأفكار الصغيرة بُنيَ عليها ثروة صناعية.

 

شكراً لك على وقتك، ونتمنى لك المزيد من النجاح والتفوق.

شارك هذه المادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى