السرطان ما يجب أن تعرفه: ما هي الأورام؟ وما هي أسباب السرطان؟

ينتشر في الأونة الأخير مرض السرطان بين الكثيرين، وغالبًا ما نسمع لفظ الأورام السرطانية، فدعونا الأن نعرف ما هي الأورام؟ وما تحدثه في الجسم، وما هي سبل الكششف عنها.

ما هي الأورام

عندما تنقسم الخلايا بمعدل متسارع، فإنّها غالباً ما تبدأ بتشكيل كتلة من النسيج تسمى الورم. يتم تغذية الورم عن طريق المواد الغذائية التي تنتشر عن طريق الأوعية الدموية المجاورة، ويمكن أن تتشكل أوعية دموية جديدة انطلاقاً من أوعية موجودة عبر عملية تسمى تولُّد الاوعية – Angiogenesis  بتحريض من عامل مشكل للأوعية. هذا العامل يحفز نمو إمدادات دموية مستقلة إلى الورم.

تُحدث الأورام تدميراً بثلاث طرق شائعة:

  1. تضغط الأورام على الأنسجة أو الأعضاء  المجاورة.
  2. تغزو الأورام الأنسجة والأعضاء مباشرة (بالامتداد  المباشر)، وغالباً  هذه العملية تسبب لها الضرر أو قد  تعطلها.
  3. تجعل الأورام من الأنسجة والأعضاء التي غزتها عرضة للإصابة بالعدوى والمرض .

قد تحرر الأورام أيضاً مواد تدمر الأنسجة التي تقع على مقربة منها.

أحد الأشياء المخيفة حول مرض السرطان هو إمكانية نمو أوارم خبيثة ثانوية، تتم هذه العملية بتحرير الملايين من الخلايا الخبيثة من الورم الأصلي إلى مجرى الدم.

لحسن الحظ، فإنّ معظم هذه الخلايا تقتل نتيجة الصدمة التي تحدث أثناء الانتقال داخل جدران الأوعية الدموية، أو عن طريق خلايا الجهاز المناعي المنتشرة،  كالخلايا القاتلة الطبيعية (NK) والخلايا الليمفاوية التائية (T).الخلايا المناعية الأخرى التي تقاتل الخلايا الخبيثة هي البالعات، والخلايا المولدة للضد، المواد التي تنتجها الخلايا المناعية تسمى اللمفوكينات.  أحد من اللمفوكينات الشائعة المشتركة: اينترلوكين -2 رمزه  (IL-2) أو الانترفيرون (مضاد للفيروسات).

في بعض الحالات، قد تنجو الخلايا الخبيثة المنتشرة وتلتصق بالبطانة الداخلية للنسيج العضلي الذي يكون جدران الأوعية الدموية. عندها قد تبدأ عملية تشكيل ورم ثانوي في منطقة مختلفة من الجسم، مما يتسبب في مزيد من الضرر للجسم.

ليست كل الأورام سرطانية. فهي قد تكون إما خبيثة أو حميدة. الورم الخبيث هو سرطان، بينما الورم الحميد ليس كذلك.
أحد الفروق الرئيسية بين الورم الحميد والورم الخبيث هو أنّ الورم الحميد لن ينتشر أو ينتقل إلى أجزاء بعيدة عن الورم الأصلي في الجسم، وعادة بمجرد إزالته لن ينمو مرة أخرى. فهو إما يستأصل جراحياً، أو أنّه ببساطة يترك في مكانه، لينظر في كيفية التعامل معه. قرار إزالته أو مراقبته يعتمد على حجم الورم ونوعه ومكان وجوده.

أسباب السرطان:

يوجد عوامل عديدة تسبب السرطان، بعضها يمكن السيطرة عليها، وبعضها الآخر لا نستطيع السيطرة عليه.

من العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها هي وجود طفرة جينية. قد  يحدث تغيير ما  في أحد أنواع الجينات التي تلعب دور في النمو الطبيعي للخلية  فتسهم بذلك  في النمو غير المنضبط للأورام – نوع واحد من الجينات التي تلعب دوراً في نمو الخلايا العادية – وهو الجين الورمي أو المورثة الورمية. وهي تؤثر في طريقة استخدام الخلايا للطاقة وتضاعفها. على سبيل المثال، في بعض أنواع السرطان، يصيب الجين الورمي طفرة   فينتج بروتينا يحفز الخلايا على الانقسام قبل الأوان. عندما تصاب الجينات المسرطنة الأخرى، مثل  C-MYC و C-erb B-2  بتغير ما، تسبب سرطان رئة محدود  ثم سرطان الثدي، على التوالي.

من الأسباب الشائعة أيضاً للسرطان هي الطفرات في الجينات الكابحة للورم. كما قد تتوقع، فإنّ الجينات الكابحة تمنع تكون الأورام. ولكنها عندما تصاب بالضرر، فهي تسمح بتطوير السرطان بدلاً من منعه. إحدى هذه الجينات، يرمز لها: P53، عادة تمنع الخلايا ذات الحمض النووي غير الطبيعي من البقاء على قيد الحياة. عندما تصاب مورثة  p53  بخلل، تتمكن الخلايا ذات الحمض النووي غير الطبيعي من البقاء حية ويمكن أن تتضاعف أيضاً، وذلك يزيد احتمال الإصابة بالسرطان.

الشذوذ في الصبغيات

سبب آخر لبعض أنواع السرطان هو الشذوذ في الصبغيات، وتوجد الكروموسومات أو الصبغيات داخل أنوية الخلايا لدينا، وتحتوي على مورثاتنا. عندما تفقد المورثات (بسبب شذوذ ما في الصبغيات)، فإنّ تضاعف الصبغيات يغير في الترتيب الأصلي المورثات، ويزيد الاستعداد لتطوير ورم. وترتبط بعض سرطانات الدم، الأورام اللحمية، ورم الغدد اللمفاوية، وأورام أخرى مع شذوذ في الصبغيات.

بعض الفيروسات

وهناك أيضا فيروسات تساهم بالإصابة بمرض السرطان. حيث يرتبط فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يسبب الثآليل التناسلية مع سرطان عنق الرحم. أما فيروس إيبشتاين ـ بار (Epstein-Barr) الذي يسبب داء وحيدات النواة الانتاني، فهو يرتبط بنوع من أنواع سرطان الغدد الليمفاوية المسمى بيركيت – Burkitt’s.

الأمراض وبعض الأدوية

يمكن للأمراض أو الأدوية التي تؤثر على الجهاز المناعي أن تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. مرض الإيدز، على سبيل المثال، يساهم في ارتفاع مخاطر الاصابة بنوعين من السرطان، هما: ساركوما كابوزي (, Kaposi’s sarcoma ، وهو سرطان يتطور من الخلايا المبطنة الأوعية الدموية أو الليمفاوية) وسرطان الغدد الليمفاوية.

التعرض للإشعاع المؤين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. يمكن للأشعة السينية أيضاً التي تستخدم في علاج اضطرابات معينة مثل حب الشباب أو تضخم الغدد تزيد من خطر أنواع معينة من سرطانات الدم والأورام اللمفاوية.

لحسن الحظ، هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لكننا نستطيع السيطرة عليها، وبالتالي يمكن تجنبها. هناك مواد تسمى مواد مسرطنة (عوامل مشكلة للسرطان) التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. بعض المواد المسببة للسرطان الأكثر شيوعاً:

بعض المواد المسرطنة ترتبط مع أسلوب حياة الشخص كالكحول، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان الفموي، وسرطان المريء، أو سرطان البلعوم، التبغ أيضاً، قد يسبب سرطان الرئة والرأس والرقبة والمريء، وسرطان المثانة. مضغ التبغ أيضا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.

ويرتبط التعرض لأشعة الشمس دون وقاية (الأشعة فوق البنفسجية) مع سرطان الجلد. السرطان الرئيسي الناجم عن أشعة الشمس هو سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الجلد الخبيث.

تابعونا لاحقاً ضمن سلسلة السرطان لنتعرف على المصطلحات المستخدمة في مرض السرطان ولنتحدث قليلاً عن الكشف عن السرطان.

المصدر:

“HowStuffWorks “How Cancer Works”. HowStuffWorks. N.p., n.d. Web. 21 July 2014. http://health.howstuffworks.com/diseases-conditions/cancer/facts/cancer1.htm

“HowStuffWorks “How Cancer Works”. HowStuffWorks. N.p., n.d. Web. 21 July 2014. http://health.howstuffworks.com/diseases-conditions/cancer/facts/cancer2.htm

تنازل Disclaimer: الكيمياء العربي لا يقدم أي نوع من النصائح الطبية أو العلاجية، والغرض من هذا المقال هو تثقيفي وتعليمي فقط.

شارك هذه المادة!
Exit mobile version