يمكن للبيئات المائية التخلص من النانوبلاستيك (nanoplastic)؛ نظرًا لكونها حطام صغير من جسيمات البلاستيك في حجم النانو، فعلى الرغم من أن العلماء لديهم فهم جيد لكيفية تشكل هذه الجسيمات، إلا أنهم ما زالوا لا يعرفون جيدًا أين تنتهي كل هذه الأجزاء. وقد أظهر الباحثون في تقرير نشر في مجلة علوم وتكنولوجيا البيئة (ACS’ Environmental Science & Technology) بشكل تجريبي، أن معظم اللدائن البلاستيكية بحجم النانو (nanoplastics) الموجودة في مياه مصبات الأنهار، يمكنها أن تتكتل وتشكل مجموعات أكبر، ثم تستقر في مكانها أو تلتصق بالأجسام الصلبة، بدلاً من أن تطفو في المحيط.
هناك تباين كبير بين ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية التي تدخل الأنهار والجداول والكمية التي وجدها الباحثون في المحيطات، فعندما تتفكك قطع بلاستيكية كبيرة إلى شظايا أصغر عند عبورها إلى البحر، فإن بعضها يتآكل في النهاية إلى جزيئات بحجم النانو. أظهرت الدراسات السابقة أن هذه المواد البلاستيكية بحجم النانو تتجمع في المياه المالحة -الراكدة جيدة الخلط، ومع ذلك فإن هذه النتائج لا تنطبق على الجزيئات التي تواجه تغيرات ديناميكية في محتوى الملح للمياه، مثل مصبات الأنهار، حيث تلتقي الأنهار التي تحمل المياه العذبة بمياه المد والجزر المالحة. أراد هيرفي تابوتو (Hervé Tabuteau) وجوليان جيجولت (Julien Gigault) وزملاؤه إجراء تجارب معملية، باستخدام غرف ذات أحجام مجهرية تحاكي الظروف التي تم قياسها في مصب النهر؛ لإظهار كيفية تفاعل وتجميع جسيمات البلاستيك بحجم النانو في هذا النوع من البيئات.
لتحديد كيفية تحرك النانوبلاستيك في مياه مصبات الأنهار، طور الفريق جهاز مختبري على رقاقة، فقاموا بإدخال حبات بوليسترين (polystyrene) مطحونة بعرض 400 نانومتر ومياه عذبة في جانب واحد من الجهاز، بينما قاموا بحقن المياه المالحة من خلال مدخل آخر، ثم جمع الباحثون الناتج في الطرف الآخر من الجهاز، الذي يبلغ طوله 1.7 سم، واختبر الفريق معدلات تدفق مختلفة، وقام بعمل نسخة مماثلة لتدرج الملح وحركة المياه التي قاسوها في مصب نهر في جزيرة غوادلوب (Guadeloupe) الفرنسية بمنطقة البحر الكاريبي. فتم اكتشاف مجاميع من النانوبلاستيك يصل عرضها إلى 10 ميكرون داخل المنطقة الأعلى تركيز للملح في غرفة التدفق، بغض النظر عن مدى سرعة تحرك الماء. كما تم جمع 12٪ فقط من النانوبلاستيك في المنافذ عند أعلى معدل تدفق؛ فالجسيمات المتبقية إما تتجمع معًا وتغرق في غرفة التدفق، أو تشكل مجاميع عائمة تلتصق بجوانب الغرفة. ويقول الباحثون إن نتائجهم تظهر أن مصبات الأنهار والبيئات الساحلية الأخرى قد ترشح النانوبلاستيك قبل أن تتمكن من دخول المحيط.
ملاحظة:
The American Chemical Society is not responsible for the accuracy of this translation.