في صدد الحديث عن (البصمات الدموية غير المرئية باستخدام بوليمر فلوريسنت)، في العادة يقوم مرتكبي الجرائم بتنظيف مسرح الجريمة جيداً، يمسحون الدماء الظاهرة وبصمات الأصابع، إلا أنه تبقى هناك العديد من آثار البصمات الدموية غير مرئية للعين المجردة، يمكن للأصباغ المستخدمة في الكشف عن البصمات في مسرح الجريمة أن تكشف عن وجودها بالرغم من وجود بعض الأسطح التي لا تستطيع الأصباغ أن تكشف عنها بكفاءة. قدم الباحثين في مجلة ACS تقرير عن بوليمرات الفلورسنت التي تستطيع الكشف عن الدماء التي ترتبط ببصمات الأصابع (دون إحداث ضرر بحمض الـ DNA له) على الأسطح، وأخذ صور عالية الوضوح لها.
تعد بصمات الأصابع من الأدلة الدامغة في الطب الشرعي، لأن الأقواس، والحلقات، والدوامات التي تكونها لا تتطابق بين اثنين من البشر، وهذه الشفرة لا تتغير بكبر السن. عندما ترتكب جرائم العنف يكون من الصعب العثور على بصمات الجاني الملطخة بالدماء، خاصة إذا حاول تنظيف مسرح الجريمة بعد ارتكابه إياها. يستخدم العلماء في العادة الأصباغ للكشف عن تلك الأدلة، لكن بعض هذه الأدلة تحتاج عدة تقنيات معقدة لاستخراج صورة لها. وجود العديد من الأشياء في مسرح الجريمة يصعب الأمر أكثر بالإضافة إلى وجود سطح غير مستوي ويحوي نقوشاً كالخشب؛ كل تلك الأمور تشكل تحدياً لتحديد هوية مرتكب الجريمة. يمكن للمركبات الفلورية أن توضح التباين بين الأسطح وبصمات الأصابع التي طبعت عليها، بالرغم من ذلك تحتاج جزيئات تلك المركبات إلى تكوين روابط قوية مع جزيئات الدم.
لذلك أراد كل من “Li-Juan Fan” و “Rongliang Ma” وزملائهم اكتشاف طريقة بسيطة لربط البوليمرات الفلورية ببروتينات الدم ليتمكنوا من العثور على بصمات واضحة للكثير من الأسطح المختلفة. قام الباحثون بتعديل بوليمير (أصفر وأخضر) قاموا بتطويره من قبل وأضافوا إليه مجموعة مركبات أمينية ثانية، والتي تسمح بمد روابط بين البوليمرات وبروتينات الألبومين في الدم، حيث قاموا بإذابة البوليمر وامتصاصه بواسطة قطعة قطنية وتمريرها على بصمات قد صنعوها مسبقاً من دم الدجاج على عدة أسطح مختلفة مثل الألومنيوم والبلاستيك والخشب المطلي ثم تركوها بضعة دقائق وقاموا بنزعها بعد ذلك لتجف في الهواء. أظهرت جميع الأسطح التباين بين الدم وسطح خلفية الأشياء التي طبع عليها بما في ذلك الأسطح ذان الحواف المدببة والمتعرجة وذات الفتحات.
قام الباحثون بتجريب تلك التقنية على عدة أسطح قاموا بتلطيخها بالتراب وتركها لمدة 600 يوم مخزنة للكشف عن وجود دماء بها وهو ما حدث بالفعل وأظهرت النتائج وجود تباين بين الدم والأسطح التي طبعت عليها، بالإضافة إلى أن التجارب أظهرت أنه عندما تم خلط البوليمرات بقطعة من الحمض النووي البشري لم يحدث لها أي تغيير مما يعني أنه يمكن لأي مادة وراثية يتم العثور عليها أن تحدد هوية المشتبه به.
يرجع الفضل في دعم هذا البحث أكاديمياً إلى “Yao Liu” الأكاديمية الصينية في الهندسة، ويعد هذا البحث هو أحد المشاريع البحثية التي أقيمت داخل مؤسسة العلوم الطبيعية للتعليم العالي في جيانغسو في الصين.
ملاحظة:
The American Chemical Society is not responsible for the accuracy of this translation.
مصدر مقال: إلقاء الضوء على البصمات الدموية غير المرئية باستخدام بوليمر فلوريسنت
https://www.acs.org/content/acs/en/pressroom/presspacs/2021/acs-presspac-april-21-2021/illuminating-invisible-bloody-fingerprints-with-a-flourescent-polymer.html