تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلي نقص المغذيات لمئات الملايين
تغير المناح يمكن أن يؤدي إلي نقص المغذيات لمئات الملايين. يقلل ثاني أكسيد الكربون من الزنك والحديد والبروتين في المحاصيل الغذائية، مما قد يضيف الملايين من الناس إلى المليارات الذين لا يحصلون على تغذية كافية.
إنّ زيادة ثاني أكسيد الكربون يؤثر بالفعل على عالمنا. وسوف تزداد آثاره سوءًا: ارتفاع وزيادة حمضية المحيطات، تغير الأنماط الجوية بشكل مكثف، وزيادة في درجات الحرارة مما يؤدي الى فقدان المؤى بالنسبة لمليارات الحيوانات.
ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون
يقول نيكولا ديفيس في صحيفة الغارديان أنّ هناك مشكلة رئيسية إضافية نحتاج إضافتها إلى القائمة. وفقًا لبحث جديد، فإنّ مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة سوف تستنزف بعض العناصر الغذائية من محاصيلنا وتؤدي إلى نقص في الغذاء لدى ملايين البشر.
في عام 2014، أظهرت التجارب الميدانية للمحاصيل الغذائية الشائعة بما في ذلك القمح والأرز والذرة وفول الصويا أنه مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. انخفضت مستويات الحديد والزنك والبروتين في المواد الغذائية الأساسية بنسبة 3 إلى 17 بالمائة.
في حين إنّ الانخفاض في عدد قليل من المغذيات قد لا يبدو مهمًا في البلدان الآمنة غذائياً. إلا أنه قد يكون له تأثير كبير في الدول الفقيرة. إنّ نقص المغذيات هو بالفعل مشكلة أساسية يواجهها حوالي 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، مما يؤثر على نمو الرضع والأطفال ويسبب الأذى للجنين في الرحم. حاليا، يتم فقدان 63 مليون سنوات من العمر سنويا بسبب نقص الحديد والزنك وحده.
تأثير نقص المغذيات على صحة الإنسان
قام الباحثون بالدراسة الجديدة في مجلة بحساب تأثير انخفاض المغذيات على صحة الإنسان. وفقًا لبيان صحفي، بحث الفريق في تأثير ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون على 225 نوعًا مختلفًا من الطعام.
واستناداً إلى تقديرات السكان لعام 2050 والزيادة المتوقعة في ثاني أكسيد الكربون من حوالي 400 جزء في المليون حاليا إلى 550 جزءًا في المليون بحلول منتصف القرن، وجد الفريق أن نقص العناصر الغذائية لأولئك الذين يعانون بالفعل سيزداد سوءًا. ويمكن أن ينضم 175 مليون شخص إضافي إلى 1.2 مليار من الذين يعانون نقص الزنك. و 122 مليون شخص سيضافون إلى 622 مليون شخص لا يحصلون على ما يكفي من البروتين. وسينخفض استهلاك نحو 1.4 مليار امرأة في سن الإنجاب والأطفال دون سن الخامسة من الحديد بنحو 4 في المائة.
هذا دليل آخر على مدى تأثير ثاني أكسيد الكربون المرتفع على الصحة العالمية الذي قد يكون غير معترف بها بشكل جيد. المؤلف المشارك ماثيو سميث من مدرسة الصحة العامة يخبر ديفيس في صحيفة الغارديان. “إن الاستمرار في الحفاظ على يقظتنا حول الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سيصبح أكثر أهمية بسبب هذا البحث.”
يقول المؤلف الرئيسي سامول ماير وهو أيضاً من جامعة هارفارد في مقال افتتاحي في (ذا هيل). إن هذا النقصان ليس سوى نقطة البداية لمشاكل أكبر بكثير.
نقص المغذيات وزيادة الوفيات
ماذا تعني هذه الأرقام؟ تعني وفاة المزيد من الأطفال بسبب الالتهاب الرئوي والملاريا والإسهال وغيرهما من الأمراض، حيث أن نظامهم المناعي معرض للخطر بسبب نقص الزنك. ويعني وفاة المزيد من النساء أثناء الولادة، وفشل الرضع في البقاء على قيد الحياة بسبب نقص الحديد. بالإضافة إلى انخفاض معدل الذكاء والتقزم المزمن والهزال لدى الأطفال، وتقلص القدرة على العمل لدى البالغين.
ويذكر شارلي شيلد في دويتشه فيله أن المنطقة الأكثر تضرراً من الممكن أن تكون هي الهند. حيث يمكن أن يؤدي نقص المغذيات بحلول عام 2050 إلى نقص في الزنك بنسبة 50 مليون شخص، وإلى نقص في البروتين بمقدار 38 مليون شخص و502 مليون امرأة وطفل يواجهون نقصاً في الحديد.
الباحثون ليسوا متأكدين بالضبط لماذا زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون يقلل من المواد الغذائية. “ما زلنا لم نفهم حقا لماذا يحدث هذا، ولكننا نعتقد أنه أكثر تعقيدا من مجرد تأثير تخفيف الكربوهيدرات. ” يقول مايرز لشيلد. “ما نعرفه هو أنه كلما ارتفعت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في المحاصيل غذائية قلت نسبة المغذيات.
حتى وقت قريب، كان يعتقد أن نقصان المغذيات في المحاصيل ستتم موازنتها بزيادة كميتها؛ كما كان يعتقد أن ثاني أكسيد الكربون يزيد من نمو النباتات. لكن التجارب الأخيرة أظهرت أن هذا لا يعمل إلا إلى حد معين. حيث أن زيادة درجة الحرارة تأثر سلبًا على نمو النباتات، وقد وصلت الأرض بالفعل إلى هذه النقطة من نقصان المحصول.
في رسالته الافتتاحية، يشير مايرز إلى أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بالتسميد بواسطة ثاني أكسيد الكربون – إذا كان علينا تناول المزيد من الطعام للحصول على نفس القدر من المغذيات فقد يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية أخرى مثل السمنة والأمراض الأيضية.
حل مشكلة المغذيات
وأشار ديفيس أن هناك بعض الحلول الممكنة لمشكلة المغذيات. يمكننا أن نحاول زراعة محاصيل أو محاصيل جديدة تحتوي نسبة أكثر من المغذيات أو يمكن أن تقاوم فقدان المغذيات. ويمكن أن نحاول تقوية الأغذية أو زيادة كمية البروتين الحيواني، الذي يحتوي على مستويات أعلى بكثير من الزنك أو الحديد أو البروتين.
كل هذا له عواقب أخرى أو تتطلب الكثير من الوقت والاستثمار. أو يمكننا فعل أشياء أكثر منطقية وهيه أن نتصدى لتغير المناخ، عن طريق وضع سياسات وخطط للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستراتيجيات للحد من تأثير الكربون على الهواء. إذا لم يكن قد فات الأوان بالفعل.
المصدر:
Jason Daley. Climate Change Could Lead to Nutrient Deficiency for Hundreds of Millions. Smart News – Smithsonian. Retrieved December 9, 2018, from https://www.smithsonianmag.com/smart-news/climate-change-could-lead-nutrient-deficiency-hundreds-millions-180970149