باحثون من جامعة ميسوري University of Missouri يقومون بهذا فقط. ولكن عوضاً عن بناء مصيدة للفئران قام العلماء باستهداف عقاقير مضادة للسرطان. في دراسة جديدة اتخذ الكيميائيون الطبيون أدوية تم تطويرها للاستخدام في مكافحة أنواع معينة من السرطان، مضيفين لها هيكلاً خاصاً لتشكل سلاحاً قوياً وفعالاً ضد السرطان.
“شهدنا على مدى العقد الماضي اهتماماً متزايداً باستخدام الكربورينات carboranes في تصميم الأدوية” هذا ما قاله مارك لي Mark W. Lee Jr أستاذ مساعد في كلية الفنون والعلوم، “الـ carboranes عبارة عن مجموعات تتألف من ثلاث عناصر (البورون، الكربون والهيدروجين) لا تقوم الـ carboranes بمكافحة السرطان مباشرة ولكنها تساعد الدواء على الارتباط بشكل محكم بهدفه وخلق آلية أقوى وأكثر فعالية لتدمير الخلايا السرطانية”.
قام لي Lee وفريق بحثه في هذه الدراسة باستخدام الـcarboranes لبناء عقاقير جديدة صممت لوقف إنتاج الخلية السرطانية للطاقة هذا العمل الحيوي الذي يحافظ على بقاء الخلية. جميع الخلايا تقوم بإنتاج الطاقة من خلال عمليات معقدة متعددة الخطوات. إنّ المفتاح لإنتاج دواء فعال يكون باستهداف العمليات التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية أكثر من الخلايا السليمة.
عن طريق زيادة قوة ارتباط الدواء سنحتاج لجرعة أقل منه وبالتالي نقلل من الآثار الجانبية للدواء ونزيد من فعالية العلاج. باستخدام الـ Carboranes وجد ليLee أن الدواء أصبح قادراً على الارتباط عشرة مرات أقوى من ارتباطه في حال عدم استخدامها. قال لي “إن سبب قوة ارتباط الأدوية بهدفها يعود لاستغلال الـcarboranes شكلاً فريداً وقوياً للغاية من الرابطة الهيدروجينية وأقوى شكل من أشكال التفاعلات على الأدوية”. كما تابع لي قوله بأنّ هذا الاكتشاف سيقود الى استخدامات أوسع للدواء.
“بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، في كثير من الأحيان تقوم الخلايا السرطانية بإصلاح نفسها وغزو الجسم من جديد، لكن هذا الدواء لا يقوم بانتقاء الخلايا السرطانية وسد إنتاجها للطاقة فحسب بل إنه أيضاً يمنع العمليات التي تقوم بها الخلايا السرطانية لترميم نفسه. عندما اختبرنا أدوية الـcarboranes وجدنا أنها كانت بقوة وفعالية لا يمكن تخيلها، وإلى الآن يتم اختبارها على كل من سرطان الثدي والرئة والكولون وجميعها أظهرت نتائج مذهلة”.
وفقاً لما يقوله لي إنّها أول دراسة تظهر بشكل منظم إمكانية الـcarboranes لتحسين نشاط الأدوية وفعاليتها.
يعتقد لي أن هذا الاكتشاف سيفتح إمكانيات إضافية لتطوير العقاقير التي تستخدم لعلاج أمراض أخرى وليس فقط مرض السرطان، حيث قال: “إن النتيجة النهائية تظهر أنّ هذه الأدوية الجديدة ممكن أن تكون أقوى وأكثر فعالية بآلاف المرات من الأدوية التي تستخدم حالياً في العيادات، وستحتاج هذه الأدوية لعدة سنوات حتى تصبح متوفرة بالسوق وسيتم البدء بالتجارب السريرية خلال العامين المقبلين”.
بالإضافة إلى ذلك سيكون إجراء الاختبار على أنواع أخرى من السرطان جارياً. هذه الدراسة تم نشرها في مجلة الكيمياء الطبية the Journal of Medicinal Chemistry، من منشورات الجمعية الكيميائية الأميركية.
المصدر:
MU Research Team Creates New Cancer Drug that is 10 Times More Potent. (August 29, 2012). University of Missouri. Retrieved from: http://munews.missouri.edu/news-releases/2012/0829-mu-research-team-creates-new-cancer-drug-that-is-10-times-more-potent/