شريط لاصق يتسبب بمقتل عامل في شركة دو بونت

الزمان: 23 كانون الثاني 2010.
المكان: أحد مصانع شركة دو بونت في الولايات المتحدة الأمريكية.
الحدث: مقتل عامل واحد بعد تعرّضه لكمية كبيرة من الفوسجين.
السبب: تمزّق في خرطوم لنقل الفوسجين، وتحديداً في موضع أحد الأشرطة اللاصقة.

عن الفوسجين:

[fusion_builder_container hundred_percent=”yes” overflow=”visible”][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”]
الفوسجين Phosgene

يعد الفوسجين من المواد السامة جداً، لا لون له، أما رائحته فتشبه رائحة العشب المقصوص حديثاً.

يقترن اسم الفوسجين بالحروب الكيميائية، ولكنّه يدخل أيضاً في العديد من المجالات الأخرى، إذ يُستعمل مثلاً في صناعة بعض المبيدات الحشرية والبوليميرات.

تتراوح عتبة شمّ الفوسجين في المجال (0.4 – 1.0 ppm) حسب كل شخص، ولكن قد تؤدّي تراكيز أقل من ذلك إلى أذيّات لمن يتعرّض لها، ولذلك لا يتمّ الاعتماد على حاسّة الشمّ لكشف التراكيز الضارّة من الفوسجين.

عن المصنع:

وقعت الحادثة في أحد مصانع شركة دو بونت (DuPont) العالمية، وتحديداً في بلدة بيلي (Belle) الواقعة في ولاية فيرجينيا الغربية (في الولايات المتحدة الأمريكية).

تأسّس مصنع بيلي بعد الحرب العالمية الأولى بهدف إنتاج الأمونيا، ومع مرور الزمن بات المصنع ينتج العديد من المركّبات الكيميائية.

ما هي استعمالات الفوسجين في مصنع بيلي؟

يدخل الفوسجين في عمليات تصنيع العديد من المركبات الوسطية، أمّا الفوسجين بحدّ ذاته فيتم شرائه من مصنع آخر. الجدير ذكره أنّ الحادثة التي نتحدّث عنها هي الثالثة في المصنع خلال 33 ساعة فقط، ولا علاقة للفوسجين بالحادثتين الأخرتين.

■ ماذا جرى؟

[/fusion_builder_column][fusion_builder_column type=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”no” center_content=”no” min_height=”none”]
رسم تشبيهي للأسطوانتين والخراطيم.

وقعت الحادثة في وحدة تصنيع الكميات الصغيرة، حيث تُوضع أسطوانتين من الفوسجين على ميزانين، ويتمّ وصل الأسطوانتين بوحدة التصنيع بواسطة خراطيم.

خلال العمل، يجري السحب التدريجي من إحدى الأسطوانتين، وعندما تنخفض كمية الفوسجين يتمّ الانتقال إلى الأسطوانة الأخرى (أسطوانة الانتظار)، ويقوم العمّال باستبدال الأسطوانة الفارغة بأخرى جديدة.

أثناء تفقد أحد العمّال للأسطوانتين، وبشكل مفاجئ، تمزّق الخرطوم الذي ينقل الفوسجين من أسطوانة الانتظار، وقد كان الخرطوم حاوياً على بقايا الفوسجين السائل. قُدّرت الكمية التي خرجت من الخرطوم بما يقارب 1 كيلوغرام.

لم يكن مطلوباً من العامل أن يرتدي ألبسة واقية عند إجرائه لعمليات المعاينة العادية، ولسوء حظّه فقد تطاير الفوسجين السائل على صدره ووجهه ممّا أدّى إلى وفاته بعد نحو 32 ساعة.

أثناء إنقاذ العامل الأوّل، تعرّض عامل آخر إلى تراكيز مرتفعة من الفوسجين ولكنّ إصابته لم تكن بالغة.

هناك مصدرين محتملين للفوسجين الذي تعرّض له العامل الثاني، الاحتمال الأول هو البخار المنتشر بعد تمزّق الخرطوم، أمّا الاحتمال الثاني فهو ملابس العامل الأوّل الذي تعرّض لكمية كبيرة من الفوسجين السائل.

■ شريط لاصق هو السبب:

بعد الحادثة، قام المحقّقون بتفحّص كل الخراطيم المتّصلة بأسطوانات الفوسجين، وقد لاحظوا تآكلاً متشابه الموقع في اثنين من الخراطيم.

تتكوّن هذه الخراطيم من طبقتين، الأولى داخلية مصنوعة من متعدد رباعي فلورو الإيثيلين (PTFE)، أمّا الطبقة الثانية (الخارجية) فهي على شكل ضفائر من الفولاذ المقاوم للصدأ.

إنّ الطبقة الداخلية لهذه الخراطيم غير كتومة بالنسبة لبخار الفوسجين (تتغلغل جزيئات الفوسجين في جدران الطبقة)، ولكنّ هذا لا يعني تجاوز الكميات المتسربة للحدود المسموح التعرّض لها.

بات واضحاً أن البخار (الذي تسرّب أثناء نقل الفوسجين السائل) سيصل إلى ضفائر الفولاذ المقاوم للصدأ، لتتفاعل جزيئات الفوسجين مع جزيئات الماء المتواجدة في المكان لينتج حمض كلور الماء. 

لحمض كلور الماء القدرة على حتّ الكثير من المواد ومنها ضفائر الفولاذ المقاوم للصدأ المُستعملة في الخراطيم سالفة الذكر.

وبعد أن تعرّضت الطبقة الخارجية للتآكل، كان من السهل أن تتمزّق الطبقة الداخلية وتنطلق كمية قاتلة من الفوسجين.

ولكن، لماذا لم يلاحظ العمّال أي تآكل على الخراطيم؟ ببساطة، لأنّ التآكل كان شديداً فقط في الأجزاء المغطّاة بالأشرطة اللاصقة التي تستعملها إحدى الشركات المصنّعة للخراطيم.

تُستعمل هذه الأشرطة اللاصقة لتتضمّن بعض المعلومات، ولكنّ ذلك أدّى إلى تجمّع بخار الفوسجين تحتها، وبالتالي ازدياد تركيز حمض كلور الماء ليصبح التآكل أشدّ.

لا بد من الإشارة إلى أمر مثير حدث صباح يوم الحادثة، فقد استبدل عمّال الصيانة أحد الخراطيم الناقلة للفوسجين (لظهور مشكلة في التدفّق)، حيث لُوحظ انكسار الطبقة الخارجية وتقوّض الطبقة الداخلية في موضع أحد الأشرطة اللاصقة (نفس سبب الحادثة). 

■ ماذا نتعلّم من هذه الحادثة؟

المصدر:

Investigation Report – E.I. DuPont de Nemours & Co., Inc. (September 2011). U.S. Chemical Safety and Hazard Investigation Board. Retrieved January 25, 2016, from http://www.csb.gov/assets/1/19/CSB%20Final%20Report.pdf

Deadly Exposure – The West Virginia DuPont Phosgene Release. (April 2015). NASA Safety Center. Retrieved January 25, 2016, from https://nsc.nasa.gov/SFCS/SystemFailureCaseStudyFile/Download/566

[/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]
شارك هذه المادة!
Exit mobile version