أظهرت الأبحاث للمرة الأولى، أنّ النوم بعد التعلم يشجع خلايا المخ على إقامة اتصالات مع خلايا دماغية أخرى. هذه الاتصالات، التي تسمّى بالأشواك التشعبيّة، تمكّن من تدفق المعلومات عبر نقاط الاشتباك العصبي.
والنتائج التي نشرت في مجلة العلوم العريقة كانت الأولى التي أظهرت التغيرات الفيزيائية في القشرة الحركية الناتجة عن التعلم والنوم (Yang et al., 2014).
وقال أحد معدي الدراسة الدكتور ون بيان غان Wen-Biao Gan:
“لقد عرفنا من زمن طويل أنّ النوم يلعب دوراً هاماً في التعلم والذاكرة. وإذا كنت لاتنام جيداً فأنت لن تتعلم جيداً.
ولكن ماهي الآلية الفيزيائية الكامنة المسؤولة عن هذه الظاهرة؟ نحن هنا أظهرنا كيف أنّ النوم يساعد الخلايا العصبية على تشكيل اتصالات محددة جداً في الفروع التشعبيّة، والتي قد تسهل حصول الذاكرة طويلة الأمد.
وقد تبيّن لنا كيف أنّ الأنواع المختلفة من التعلم تُشكل مشابك على أفرع مختلفة من نفس الخلايا العصبية، مما يشير إلى أنّ التعلم يسبب تغيرات هيكلية محددة جداً في الدماغ.”
تم الحصول على النتائج من الدراسات التي أجريت على الفئران، والتي تم هندستها وراثياً ببروتين مفلور في خلاياهم العصبية.
وقد سمح لبعض الفئران بالنوم بعد تعليمهم القيام بالإتزان على القضيب، وقسم آخر من الفئران لم يسمح لهم بالنوم. في أدمغة الفئران التي نامت، وجد أنّ هناك نمو أكبر للأشواك التشعبية.
بالإضافة إلى ذلك، إنً نوع المهمة التي تعلمتها الفئران (سواء ركضوا للأمام أو للخلف عبر القضيب) تتأثر ماإذا نمت الأشواك التشعبية.
وأكمل غان:
“والآن نحن نعرف أنه عندما نتعلم شيئاً جديداً، ستُنشئ الخلايا العصبية اتصالات جديدة على فرع معين.
تخيل شجرة تنمو عليها أوراق (والتي تمثل الأشواك التشعبية) على فرع واحد وليس على فرع آخر. فعندما نتعلم شيء جديد، فإنه كأنما حدث تبرعُم للأوراق على فرع معين.”
المصدر:
How Sleep After Learning Enhances Memory. (n.d.). PsyBlog RSS. Retrieved September 12, 2014, from http://www.spring.org.uk/2014/06/how-sleep-after-learning-enhances-memory.php