كانت الناشرة إيما جرانكفيست Emma Granqvist في مجلة علوم النبات وراء إطلاق المجلة المفتوحة المصدر “سلبيات جديدة في علوم النبات New Negatives in Plant Science“. وهي منصة للنتائج السلبية وغير المتوقعة أو المثيرة للجدل في هذا المجال. وتُرى هذه المجلة على أنها مشروع رائد يمكن أن يؤدي إلى سلبيات جديدة في … عناوين أبحاث في تخصصات أخرى.
تفسر جرانكفيست في هذه المقالة لماذا تعتقد أنّ على العلماء الابتعاد عن التحيز الإيجابي لضمان مشاركة جميع نتائج الأبحاث.
لا يخرج للعلن العديد من النتائج التجريبية. والسبب الرئيسي لكثير منها يعود إلى أنّ البيانات “سلبية” أي عدم ظهور النتيجة المتوقعة أو المطلوبة. والمثال الأوضح لذلك قد يكون فحص المضافات للتربة والتي يعتقد أنها تساعد في نمو النباتات حيث يتم إهمال النتائج في أرشيف المختبر إذا أظهرت نتائج التجارب عدم اختلاف التربة الأصلية عن التربة المضاف لها المغذيات. ولكن هل هذا فعلاً الحل الأنسب للنتائج العلمية؟
تجاهل مصدر المعلومات الواسع من النتائج السلبية مزعج من عدة نواحٍ. أولاً، يؤدي هذا التجاهل إلى تشوّه المؤلفات العلمية حيث تشمل الأجزاء المختارة من المعلومات فقط . ثانياً، يؤدي إلى هدر كبير في الوقت والموارد وبخاصّة إذا فكّر علماء آخرون في نفس الأسئلة والتي قد تؤدي إلى نفس التجارب. بالإضافة إلى أنه من الصعب للغاية تصحيح السجلات العلمية من النتائج الإيجابية الكاذبة عند نشر النتائج الإيجابية فقط، بينما تهمل البيانات السلبية. ويقصد بالنتائج الإيجابية الكاذبة الدراسات المثيرة للجدل والتي تتعارض مع أو لا يمكن تعطي النتائج المذكورة في دراسات سابقة، وهي نادراً ما تُعطى مساحة في المجلات العلمية العالمية.
الحُجّة المستخدمة في بعض الأحيان أنّ البيانات السلبية “لا يمكن الوثوق بها”. ولكن كما أشير في مقالة “مشكلة في المختبر Trouble at the Lab” عام 2013 في مجلة The Economist فإنّ البيانات السلبية أكثر جدارة بالثقة من النتائج الإيجابية من الناحية الإحصائية. وبالنظر إلى أن القيود في فضاء النشر قد أصبحت قديمة في عالم اليوم ذو المعلومات الرقمية فإنه سيكون أكثر كفاءةً وعدلاً تقديم جميع النتائج المتاحة للمجتمع العلمي. ويوجد ايضاً فائدة إضافية لهيئات التمويل، إذ ستبقى الأبحاث الممولة بالمنح والتي تعطي نتائج سلبية تؤدي لنشر مقالات ومشاركة المعلومات.
سلبيات جديدة في علوم النبات- مجلة رائدة
تم إطلاق مجلة سلبيات جديدة في علوم النبات New Negatives in Plant Science عام 2014 لتوضيح هذه القضية الهامة وتسليط الضوء على البيانات السلبية والمثيرة للجدل، وهي مجلة مفتوحة تنشر كل المقالات البحثية والتعليقات. يوجد مجلات أخرى ترحب بالنتائج السلبية ولكن هذه المجلة تهدف إلى تشجيع و دفع النقاش العلمي من خلال إعطاء هذه الدراسات مكانها الخاص بها.
يشير المحررين :الدكتور توماس أوكيتا Thomas W. Okita من جامعة ولاية واشنطن، والدكتور خوسيه أوليفاريس José A. Olivares من مختبر لوس ألاموس الوطني إلى أن هذه المعلومات يمكن أن تكون ذات قيمة للمجتمع العلمي بعدة طرق، منها على سبيل المثال: مساعدة الآخرين لتجنب تكرار نفس التجارب وكذلك التشجيع على بناء فرضيات جديدة.
يجري حالياً إعداد عددين خاصين من المجلة، أحدهما حول القضايا المثيرة للجدل في مصنع استقلاب الكربوهيدرات Controversial issues in Plant Carbohydrate Metabolism والآخر عن البيانات السلبية في كفاءة استخدام المغذيات في النباتات Negative Data on Nutrient Use Efficiency in Plants.
ردود الفعل الإيجابية
كان هناك العديد من ردود الفعل الإيجابية من المجتمع حول إطلاق المجلة. أوضح العديد من العلماء في مسابقة نشرت على موقع المجلة لماذا يجب نشر النتائج السلبية والمثيرة للجدل للعموم وهذا بعضٌ من تعليقاتهم :
“كن جريئاً، ودع العالم يعلم أنك تعلم ’سليباً’ ” – Jickerson P. Lado
“ستجلب الانفتاح على المجتمع العلمي وتحفز الابتكار” – Leonard Rusinamhodzi
“أُفضّل قراءة النتائج السلبية كما الإيجابية بشكل متوازن حتى أتلقى أكبر قدر ممكن من المعلومات” – Saudan Singh
وحصل الفائز في مسابقة المجلة على منحة سفر لحضور مؤتمر Elsevier Current Opinion عن تطور مورثات النبات Plant Genome Evolution. والشكر لجميع المشاركين في المسابقة.
المصدر:
Granqvist, E. (2015, March 2). Innovation in Publishing: Why science needs to publish negative results. Retrieved August 1, 2015, from Elsevier: http://www.elsevier.com/authors-update/story/innovation-in-publishing/why-science-needs-to-publish-negative-results?sf7769685=1#