نظراً ﻷعماله العلمية اﻷولى وبشكل عام في علم اﻷرض انتخب سنة ١٧٦٨ لعضوية أكاديمية العلوم والتي تضم نخبة العلماء الفرنسيين آنذاك، وأصبح جامعاً للضرائب من المزارعين في نفس العام.
تزوج لافوازييه من ماري آن ابنة أحد جامعي الضرائب، وأصبحت السيدة لافوازييه المساعدة العلمية لزوجها حيث تعلمت اللغة اﻹنكليزية لتترجم أعمال الكيميائيين اﻹنكليز مثل جوزيف بريستلي، وتعلمت كذلك الرسم لتقوم بتوثيق تجارب زوجها العلمية.
لم تكن الكيمياء قبل لافوازييه علماً بالمعنى الحقيقي، فبالمقارنة مع الفيزياء التي تطورت بشكل ملحوظ بفضل أعمال إسحاق نيوتن في القرن السابع عشر، فإنّ الكيمياء كانت غارقة في نظريات الفلاسفة اﻹغريق القدماء.
كان للافوازييه إسهامات كبيرة في الكيمياء، حيث درس عمليات الاحتراق والتنفس وتأكسد الفلزات سنة ١٧٧٢، وقد ساعدت هذه اﻷبحاث المهمة في دحض النظريات القديمة والتي اقترحت وجود مادة للاشتعال تسمى الفلوجستون.
وقد أدت طريقته الصارمة والدقيقة في العمل إلى تأسيس المنهج العلمي القائم على القياسات الدقيقة الصارمة والتجارب المتعددة، وكانت هذه نقطة تحول كبيرة في الكيمياء من الناحيتين الصناعية والعلمية.
ما يميز عمل لافوازييه عن غيره هو التحديد النظامي لأوزان الكواشف والنواتج التي تدخل في التفاعلات الكيميائية، ومن ضمنها الغازات، كذلك اعتقاده العميق بأنّ المادة ﻻ تفقد أو تكتسب وزناً إضافياً أثناء التفاعل، هذا الاعتقاد الذي تجلى بقانون حفظ الكتلة، الذي وضعه في كتابه (المبادئ اﻷساسية للكيمياء)، وينص القانون على أنه ﻷي نظام مغلق لا يحدث فيه أي انتقال للمادة والطاقة، فإنّ كتلة النظام تبقى ثابتة بمرور الزمن، ولا يمكن لكتلة النظام أن تتغير دون إضافة أو إزالة المادة إليه، وبصياغة أخرى أكثر شهرة “المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولكنها تتحول من شكل إلى آخر”.
أدت طريقته الصارمة هذه إلى إسهامات عديدة في الكيمياء، منها فهم عملية الاحتراق والتنفس التي تسببها التفاعلات الكيمائية مع جزء من الهواء (كما اكتشف ذلك بريستلي) وأسماه (اﻷكسجين)، وإثباته القاطع بواسطة التحلل والتركيب أن الماء مكون من الأكسجين والهيدروجين.
ووضع ﻻفوزاييه أسماء العديد من المواد ـ بعضها مستخدم إلى يومنا هذا ـ وكان في ذلك دعم كبير للثورة الكيميائية في ذلك الوقت، ﻷن هذه اﻷسماء أوضحت النظرية التي تكمن خلفها، فمن (اﻷكسجين) مثلاً والذي يعني باﻹغريقية (مكون الحامض)، بين لافوازييه أن اﻷكسجين هو اﻷساس في حامضية المركبات.
وضع لافوازييه سنة ١٧٨٧ مع كل من دي مورفو وبيرتوليت ودي فوركروي نظاماً جديداً في تسمية المركبات، وألغوا بذلك التصنيف القديم للمادة (اﻷرض، الهواء، النار، الماء).
عرف الحوامض بأنها المركبات الناتجة من اتحاد العناصر المختلفة مع اﻷكسجين (ظهرت فيما بعد نظريات أخرى لتفسير الحوامض والقواعد مثل نظرية برونشتد ولوري، ونظرية لويس، تبين من خلالها خطأ لافوازييه في تعريف الحامض).
يحدد اسم المركب عدد ذرات اﻷكسجين المتحدة مع العنصر، فعلى سبيل المثال، حمض الكبريتيك والكبريتوز، والنتريك والنتروز، والفوسفوريك والفوسفوروز. كل الحوامض التي ينتهي اسمها باللاحقة “ـيك -ic” تحتوي على نسبة أعلى من اﻷكسجين من نظيراتها ذات الاسم المنتهي باللاحقة “ـوز -ous”.
كذلك سميت أملاح هذه الحوامض بوضع لاحقة “ـيت ate” للحوامض التي ينتهي اسمها باللاحقة “ـيك” مثل Copper Sulphate، أما الأحماض التي ينتهي اسمها باللاحقة “اوز” فأملاحها تأخذ اللاحقة “ـايت ite” مثل Copper Sulphite.
ساهم لافوازييه كذلك في وضع النظام المتري، وكتب أول قائمة بالعناصر الكيميائية، وكان أول من اقترح أن الكبريت هو عنصر حر، وليس مركباً، وتوقع كذلك وجود السليكون سنة ١٧٨٧.
أصدر لافوازييه سنة ١٧٨٩ كتاباً بعنوان (Traité Élémentaire de chimie) المبادئ اﻷساسية للكيمياء، ومجلة بعنوان (حوليات الكيمياء) (Annales de Chimie) والتي اهتمت بنشر تقارير البحوث الجديدة في الكيمياء.
على الرغم من إسهاماته العلمية العديدة، فقد تعرض لافوازييه للهجوم من الثوار الفرنسيين بصفته جامعاً للضرائب، وقد تم إعدامه بالمقصلة سنة ١٧٩٤، وقد وصف عالم الرياضيات الشهير جوزيف لويس لاكرانج هذه الحادثة بقوله: (لقد استغرق قطع ذلك الرأس لحظة واحدة، وقد ﻻ نرى مثل ذلك الرأس حتى بعد مئة عام).
المصدر:
Antoine Laurent Lavoisier The Chemical Revolution – Landmark. (n.d.). American Chemical Society. Retrieved March 5, 2015, from http://www.acs.org/content/acs/en/education/whatischemistry/landmarks/lavoisier.html
Antoine-Laurent Lavoisier. (n.d.). Chemical Heritage Foundation. Retrieved March 5, 2015, from http://www.chemheritage.org/discover/online-resources/chemistry-in-history/themes/early-chemistry-and-gases/lavoisier.aspx