الكولاجين بروتين البشرة: تركيبه ووظائفه ومصادره

المقدمة:

اشتق اسم الكولاجين من الإغريقية، من Kolla وتعني صمغ، و Gen وتعني منتج أو مكون. ويعد نوعاً من أنواع البروتين الليفي، أي من مجموعة حموض أمينية يتم اصطناعها في الأجسام الحية، وبحيث تتشكل 30% من كامل الجسم، و75% من الجلد والأربطة والأوتار، وكذلك العظام والأوعية الدموية وقرنية العينين والقناة الهضمية. ويعتبر عنصراً حيوياً هاماً لتعزيز الأوعية الدموية وإعطاء الجلد مرونته وقوته. ويسبب تقدم العمر تراجعاً في معدلات اصطناع الكولاجين؛ ما يؤدي لظهور التجاعيد والمشاكل الجلدية الأخرى، لذا يعتبر من المتممات الغذائية الأكثر انتشاراً عند كبار السن لما له من خواص شافية ومرممة للجلد.

1- تركيب الكولاجين:

لبروتينات الكولاجين تركيب ليفي طويل، ما يجعل وظيفتها تختلف عن وظائف البروتينات الكروية والأنزيمات الأخرى. يحوي البروتين نسبةً عاليةً من ثلاثية نادرة من الحموض الأمينية، وهي: الغلايسين والبرولين وهيدروكسي البرولين. ويعتبر فريداً في تكوينه لاحتوائه نسباً عالية من هيدروكسي البرولين، وبالتالي تدخل زمرتا الأمين (-NH2) والكربوكسيل (-COOH) الوظيفيتين في تركيبه. وتتكون عناصره الأساسية من الهيدروجين والأكسجين والآزوت والكربون.

2- وظائف الكولاجين:

يزيد عدد أنواع الكولاجين عن 28 نوعاً. إذ تمنح أليفها القوة لأجزاء مختلفة من الجسم. وتعتبر واحدةً من المكونات الرئيسة اللامصفوفة خارج الخلية، والتي تعتبر السمة المميزة للأنسجة الضامة عند البشر والثدييات الأخرى. ويعتبر الكولاجين ضرورياً لدوام مرونة النسيج الضام في الجلد، والسماح له بالتمدد والانبساط الآمن دون ضرر.

يمكنك الاطلاع ايضًا على: التصنيع الأول لجزيئات نانو ذهبية داخل الشعر البشري لأجل صبغ الشعر

3- الكولاجين والعمر:

يتراجع اصطناع البروتين مع تقدم العمر كما سبق وذكرنا، ما يؤدي لبدء فقدان الخلايا قوتها. فيظهر الجلد على شكل هش وغير مرن ما يسمح للتجاعيد بالظهور. علاوةً عن فقدان الشعر لونه والمفاصل مرونتها والعظام قوتها، لذا يسعى الخبراء وملايين الناس لإيجاد طرائق مختلفة لاصطناع الكولاجين.

فمن الطرائق المطبقة حشو أو حقن الجلد ب collagen، ويعتقد وفقاً بعد دراساتٍ مستفيضة عن الحقن مع (الحشو الجلدي) التي تحتوي على حمض الهيالورونيك أنها من طرائق تنشيط إنتاج الكولاجين واستعادة البنية المرنة للجلد الجاف.

يمكنك الاطلاع أيضًا على: كتيب المواد الفعالة سطحياً ومستحضرات التجميل والشعر

4- مصادر الكولاجين:

أ- منتجات الصويا:

كحليب الصويا الحاوي على مركب الجينيستين الذي يمنح منتجات الصويا على اصطناع الكولاجين. كما يعيق الأنزيمات التي تساهم في إظهار علامات التقدم في السن على البشرة.

ب- الخضراوات الخضراء الداكنة:

كالسبانخ، ويعتبر الكرنب الأجعد والملفوف من أهم منشطات اصطناع الكولاجين، لغناها بمضادات الأكسدة المعروف باللوتين.

ج- الفاصولياء:

تساعد الفاصولياء الجسم على اصطناع حمص الهيالورونيك الذي يحارب التقدم في السن.

د- الفواكه والخضراوات الحمراء:

كالفليفلة الحمراء والشمندر والبندورة المطبوخة والطازجة، والبطاطا الحلوة لاحتوائها مضاد الأكسدة المعروف بالليكوبين والذي يعزز اصطناع collagen في الجسم.

كما أظهرت دراسة في جامعة أريزونا أن تراكم مضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة الحمراء والصفراء والبرتقالية تحت الجلد يوفر حماية إضافية من الأشعة فوق البنفسجية، ويعد تأثيرها قوياً لدرجة أن تناول ستة حباتٍ منها يومياً ولمدة شهرين كفيل بتشكيل حاجز طبيعي ضد الأشعة الشمسية.

5- فعالية الكولاجين الواسع الانتشار:

الواقع أن هناك القليل من الأدلة التي تدعم أو تؤكد مزايا collagen وأثره على الجمال وحيوية البشرة. فإنه كما سبق وذكرنا مادة بروتينية، وكغيره من البروتينات التي إن تم تناولها عن طريق الفم. فستتحطم من قبل الأنزيمات الهاضمة المنتشرة في المعدة والجهاز الهضمي ليتم تحويلها لحموض أمينة مختلفة يستخدمها الجسم لاحقاً في اصطناع عدد من البروتينات. وبالتالي يتحطم البروتين الذي يتم تناوله على شكل كبسولات أو حبوب فموية في الأمعاء قبل تحوله لحموض أمينية، والتي يعاد استخدامها لاصطناع بروتينات قد لا يكون بالضرورة أن يكون الكولاجين أحدها. فهناك احتمالات عديدة من البروتينات التي يمكن للجسم اصطناعها، أي أنم فائدة الكبسولات ليست على الصورة التي تدعيها الشركات المنتجة.

هناك العديد من الدراسات التي أثبتت عدم فاعلية منتجات الcollagen في تحقيق ما تدعيه الشركات المنتجة، إذ أجريت دراسة على تسع وستين امرأة تتراوح أعمارهن بين (35-55) عاماً، وتم اختيارهن عشوائياً ليتم إعطائهن 2.5 غ كولاجين مرة واحدة يومياً لمدة ثمانية أسابيع. فلاحظ الباحثون في نهاية هذه الدراسة أن عدداً قليلاً جداً من النساء المشاركات في الدراسة تأثروا إيجابياً مع الكولاجين، وفشلت البيانات في إثبات فائدة حقيقة ومستوى واضح لهذا التأثير.

من جهةٍ أخرى وجد الباحثون أن نتجات الكولاجين لم تنجح في تحسسين صحة العظام مع مرور الوقت لدى النساء اللواتي تعدين سن الليأس كما يعتقد البعض.

المستحضرات التجميلية:

أما بالنسبة لمستحضرات الكولاجن الأخرى كالكريمات باهظة الثمن والتي تباع في الصيدليات أو مراكز التجميل وتوضع على البشرة مباشرةً. فقد أثبتت الدراسات عدم فاعليتها أيضاً. ويعزى السبب في ذلك إلى أن الكولاجين من البروتينات الكببيرة الحجم والتي يصعب عليها اختراق طببقات الجلد العميقة التي تحوي الكولاجين والتي تدعى طبقة الدريم (Dermis).

والطريقة الوحيدة التي يمكن للكولاجن من خلالها عبور طبقات الجلد العميقة هي الحقن داخل البشرة، ولكنها تعتبر طريقة مكلفة وغير مناسبة للمستهلك. إذ تستلزم هذه العملية أكثر من حقنة واحدة كل ثلاثة أشهر؛ بسبب تحطم البروتينات بفعل عمليات الهدم والبناء، بالإضافة إلى ما تسببه من أعراض جانبية مثل تلون الجلد وغيرها من التفاعلات المنشطة للحساسية.

وقد يلاحظ الكثيرون كيفية تسابق الشركات في تسويق الكولاجن بأشكاله المتنوعة، مستغلين عدم إدراك المستهلك لحقيقة وجود دليل علمي يثبت أن فائدة بعض هذه المنتجات لا تتعدى فائدة تناول المنتجات البروتينية الطبيعية مثل اللحم والبيض والحليب والفول في استعادة الكولاجين للبشرة وجعلها أكثر نضارة.

6- أنواع الكولاجين:

يصنف الكولاجين بحسب مصدره لأنواعٍ ثلاثة:

أ- كولاجين جلد وعضلات الأبقار:

ونجده في الكثير من مستحضرات وكريمات الكولاجين لانخفاض سعره، ومن عيوبه تسببه بحساسية جلدية لدى نسبة من المستخدمين، كما أنه قد يسبب نقل بعض الأمراض مثل جنون البقر.

ب- كولاجين الخنازير:

وهو قريب الشبه بالنوع الموجود في جسم الإنسان، ولا ينصح باستخدامه لحرمة لحوم الخنازير وتسببها بالكثير من الأمراض، كما يسبب حساسية جلدية ولكن بنسب أقل من النوع السابق.

ج- الكولاجين البحري:

وهو أفضل الأنواع، ويستخرج من الأسماك التي تعيش في قاع البحار الباردة، ويكسبها قوةً كبيرة على مقاومة ضغوط المياه بأعماق البحار، ويتم استخلاصه بطريقةٍ مكلفة، تتبعها عمليات تنقية لتخليصه من رائحة السمك دون التأثير سلباً على فعاليته. ويتفوق  على النوعين السابقين بندرة تسببه بحساسية جلدية، كما أن امتصاصه أفضل داخل الجسم.

شارك هذه المادة!
Exit mobile version