اكتشفت مع زوجها بيير كوري عنصري البولونيوم والراديوم ليحصلا مشاركة على جائزة نوبل في الفيزياء. كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها، وهي تعد أول امرأة تحصل على جائزة نوبل.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: مقابلة مع الأستاذ الكيميائي بلال الرفاعي
ولادة ونشأة ماري سكوودوفسكا كوري
ولدت ماريا سكوودوفسكا في وارسو ببولندا في 7 تشرين الثاني 1867. وكانت ماريا الإبنة الصغرى من بين خمسة أطفال لاثنين من المعلمين. التحقت وهي في سن العاشرة بمدرسة داخلية والتي كانت تديرها والدتها. ثم التحقت بمدرسة أخرى للبنات تخرجت منها في 12 حزيران 1883.ثم قضت عاماً في الريف مع أقارب والدها. وبعدها انتقلت إلى وارسو لتعمل بالتدريس الخاص. كانت عائلتا والدها ووالدتها قد فقدتا ممتلكاتهما وثرواتهما نتيجة انخراطهما في العمل الوطني. مما جعل ماريا وإخوتها يعانون مادياً لمواصلة طريقهم في الحياة.
أبرمت ماريا مع شقيقتها برونيسلافا اتفاقاً بمقتضاه تسافر برونيسلافا لدراسة الطب في باريس على أن تنفق عليها ماريا، ثم تتبادل الأختان المواقع بعد عامين فعملت ماريا مربية لدى أسرة أحد المحامين في كراكوفيا، وفي مطلع عام 1890، وبعد شهور قليلة من زواج برونيسلافا من كازيمير ديوسكي. وجهت برونيسلافا الدعوة لأختها ماريا للحاق بهما في باريس، غير أن ماريا أحجمت عن ذلك لعدم قدرتها على توفير نفقات الدراسة بالجامعة.
يمكنك الاطلاع أيضًا على:حوار مع الدكتور محمد جمال الخطيب، رئيس قسم الكيمياء في جامعة دمشق
بقيت مع والدها حتى خريف 1891 بعد أن عجزت عن السفر إلى باريس لعدم توفر نفقات الدراسة الجامعية لديها، وبدأت في التدريس الخصوصي والتحقت بالدراسة في جامعة سرية كانت تسمى آنذاك بالجامعة العائمة، وبدأت في التدرب في مختبر متحف الصناعة والزراعة قرب مدينة وارسو القديمة، وهو المعمل الذي كان يديره قريبها جوزيف بوغوسكي، الذي سبق له العمل مساعداً للكيميائي الروسي ديميتري مندلييف في سانت بطرسبرغ.
وفي تشرين الأول 1891، رضخت ماريا لإصرار أختها وقررت السفر إلى فرنسا. وفي باريس. أقامت ماريا لفترة قصيرة مع أختها وزوج أختها قبل أن تقوم باستئجار حجرة بسيطة على سطح أحد المنازل. وانهمكت ماريا في دراستها للفيزياء والكيمياء والرياضيات بجامعة السوربون في باريس.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: الخواص الفيزيائية والكيميائية لعنصر الكبريت
في جامعة السوربون:
كانت ماريا تواصل دراستها نهاراً وتقوم بإعطاء الدروس لتغطية نفقاتها. وفي سنة 1893، حصلت على درجة علمية في الفيزياء، والتحقت بالعمل بأحد المختبرات الصناعية، وواصلت دراستها في السوربون في نفس الوقت حتى حصلت على درجة علمية في الرياضيات سنة 1894. وهو نفس العام الذي دخل فيه بيير كوري حياتها، إذ كان يعمل بالتدريس في مدرسة الفيزياء والكيمياء التابعة للمدرسة العليا للفيزياء والكيمياء الصناعية بمدينة باريس، وكانت ماريا قد بدأت عملها العلمي في باريس بأبحاث حول الخواص المغناطيسية لأنواع الفولاذ المختلفة، وكان الاهتمام المشترك لماريا وبيير بالمغناطيسية هو ما جمعهما سوياً.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: مقابلة مع الكيميائي عمر الأيوبي
اكتشاف عناصر جديدة:
في سنة 1896 اكتشف هنري بيكريل أنه تنبعث من أملاح اليورانيوم إشعاعات تشبه الأشعة السينية في قدرتها على اختراق الأجسام، واكتشف أن هذا الإشعاع يختلف عن الإشعاع الفسفوري في أنه ينتج تلقائياً من اليورانيوم ذاته ولا يستمد طاقته من أي مصدر خارجي.
قررت ماري كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضوعاً لرسالتها البحثية، فقامت باستخدام جهاز يسمى الإلكترومتر (كان زوجها وأخوه قد ابتكراه قبل 15 سنة لقياس الشحنة الكهربية) واكتشفت أن إشعاعات اليورانيوم تجعل الهواء المحيط بالعينة قابلاً لتوصيل الكهرباء، وعن طريق هذا الجهاز استنبطت أول نتائج بحثها، وهي أن نشاط مركبات اليورانيوم يعتمد فقط على كمية اليورانيوم الموجودة بها، وقد أثبتت أن الإشعاع لا ينتج عن تفاعل ما يحدث بين الجزيئات، بل يأتي من الذرة نفسها.
تركزت أبحاث مدام كوري على اثنين من خامات اليورانيوم هما البتشبلند التوربرنايت، واكتشفت أن خام البتشبلند أكثر نشاطاً من اليورانيوم ذاته بأربعة أضعاف، فتوصلت من ذلك إلى استنتاج مبني على ملاحظتها السابقة (حول اعتماد نشاط مركبات اليورانيوم على كمية اليورانيوم الموجودة بها) أن هذه الخامات قد تكون محتوية على كميات قليلة من مواد مشعة أخرى تفوق اليورانيوم في النشاط الإشعاعي. وأثناء دراستها لمركبات مشعة أخرى بخلاف أملاح اليورانيوم اكتشفت كوري أن عنصر الثوريوم أيضاً وهو عنصر مشع.
حصول ماري سكوودوفسكا كوري Marie Skłodowska Curie على جائزة نوبل:
في سنة 1903 منحت الأكاديمية السويدية للعلوم كلاً من بيير كوري وماري كوري وهنري بيكريل جائزة نوبل في الفيزياء. ولم تتمكن مدام كوري وزوجها من السفر إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة بشكل شخصي، ولكنهما اقتسما ريعها مع من يعرفون من المحتاجين، ومنهم بعض طلبتهم.
وقد أدى فوز بيير وماري بجائزة نوبل إلى ارتفاع شهرتهما في الأوساط العلمية، وعرضت جامعة السوربون على بيير كوري منصب الأستاذية وصرحت له بتأسيس معمل خاص به في الجامعة، وهو المعمل الذي تولت فيه ماري كوري منصب مدير الأبحاث.
كانت ماري كوري بذلك هي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل. وقد كررت كوري ذلك بعد 8 سنوات، إذ حصلت منفردة على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1911، وبعد شهر من نيلها لجازة نوبل الثانية أدخلت كوري إلى المستشفى مصابة باكتئاب ومرض كلوي.
كانت ماري كوري هي أول من فاز بجائزة نوبل مرتين، وواحدة من اثنين فقط فازا بجائزة نوبل في مجالين مختلفين (الثاني هو لينوس باولنغ، الذي نالها في مجالي الكيمياء والسلام). ورغم كل هذه الإنجازات فقد تعرضت كوري للتمييز من جانب الأكاديمية الفرنسية للعلوم لمجرد كونها امرأة، حيث فشلت مرتين في الحصول على عضوية الأكاديمية.
وفاة ماري سكوودوفسكا كوري
في ربيع سنة 1934 زارت مدام كوري وطنها الأم بولندا للمرة الأخيرة في حياتها، إذ توفيت بعد شهرين من تلك الزيارة في4 تموز1934 في مصحة سانسيلموز في باسي بإقليم سافوا العليا شرق فرنسا، حيث كانت تعالج من أنيميا لانموية نجمت عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة في زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع المؤين قد عرفت بعد، وبالتالي لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللازمة، فلطالما حملت مدام كوري أنابيب اختبار تحوي نظائر مشعة في جيبها، ولطالما وضعتها في درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة.
دفنت مدام كوري إلى جوار زوجها بيير في مقبرة في سو، وفي سنة 1995 نقل رفاتهما إلى البانتيون (مقبرة العظماء) في باريس تكريماً لإنجازاتهما العلمية، وكانت ماري كوري أول امرأة يتم تكريمها بهذه الطريقة، بل والوحيدة حتى ذلك التاريخ. وقد حُفظ معملها في متحف سمي بمتحف كوري. ونظراً لتأثر أوراقها التي ترجع إلى تسعينيات القرن التاسع عشر بالإشعاع. فقد اعتبرت مواد شديدة الخطورة، وحتى كتاب الطهي الخاص بها كان مشعاً بدرجة كبيرة لدرجة أنه محفوظ مع تلك الأوراق في صناديق مبطنة بالرصاص، وتستدعي مطالعة هذه الأوراق ارتداء ملابس خاصة واقية من الإشعاع.
يمكنك الاطلاع أيضًا على: جون دالتون John Dalton
الجوائز التي حصلت عليها ماري سكوودوفسكا كوري Marie Skłodowska Curie
كانت ماري كوري من أولى النساء اللواتي حصلنا على جائزة نوبل ومن أول الأشخاص الذين حصلوا على جائزتين نوبل، ويمكن أن تلخص الجوائز التي حصلت عليها كما يلي:
- جائزة نوبل في الفيزياء عام 1903:
اعترافاً بالفضل الكبير لأبحاثهم المشتركة في دراسة ظاهرة الإشعاع التي اكتشفها البروفيسور بيكريل
- ميدالية دايفي (Davy Medal) عام 1903:
تقدم هذه الجائزة من الجمعية الملكية في لندن وذلك لاكتشافات هامة في الكيمياء، وكانت تقدم كجائزة مبلغ 1000 £ في ذلك الوقت، وقد منحت لماري وبيير كوري لأبحاثهم على عنصر الراديوم.
- أيضًا ميدالية ماتيوتشي (Matteucci Medal) عام 1904:
قدمت هذه الجائزة من قبل الجمعية الإيطالية للعلوم كانت تقدم للفيزيائيين لإسهاماتهم الهامة.
- ميدالية إليوت كريسون (Elliott Cresson Medal) عام 1909:
والتي تعتبر أعلى جائزة مقدمة من معهد فرانكلين وكانت تقدم للاكتشافات في مجال الفنون والعلوم أو لاختراع أو تطوير أدوات مفيدة، وكانت تضم مبلغ 1000$ كجائزة في ذلك الوقت. وقد منحت لماري كوري لاكتشاف عنصر الراديوم.
- جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911:
اعترافاً بفضلها على تقدم الكيمياء باكتشافها عنصري الراديوم والبولونيوم، وفصلها لمعدن الراديوم، ودراستها لطبيعة ومركبات هذا العنصر الهام.
المصدر:
ماري كوري. ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. أخذ من الرابط: http://ar.wikipedia.org/wiki/ماري_كوري
“Matteucci” Medal. Accademia Nazionale delle Scienze detta dei XL. Retrieved from: http://www.accademiaxl.it/en/awards/120-medaglia-matteucci.html
Davy archive winners 1989 – 1900. The Royal Society. Retrieved from: http://royalsociety.org/Content.aspx?id=3273
Marie Curie – Biographical. Nobelprize.org. Retrieved from: http://www.nobelprize.org/nobel_prizes/physics/laureates/1903/marie-curie-bio.html
The Nobel Prize in Physics 1903, Nobelprize.org: Retrieved from: http://www.nobelprize.org/nobel_prizes/physics/laureates/1903/index.html
Nobel Prize in Chemistry 1911, Nobelprize.org, Retrieved from: http://www.nobelprize.org/nobel_prizes/chemistry/laureates/1911/index.html
Franklin Laureate Database. The Franklin Institute. Retrieved from: http://www.fi.edu/winners/show_results.faw?gs=&ln=&fn=&keyword=&subject=&award=CRESS&sy=&ey=&max=300&name=Submit