المواد الكيميائية الطبيعية والمواد الكيميائية من صنع البشر-إزالة المفاهيم الخاطئة
إعداد وترجمة: ميشيل رحال، الكيمياء العربي
استخدم مصطلح رهاب الكيمياء Chemophobia ضمن وسائل التواصل الاجتماعي بين الكيميائيين مع تزايد القوانين خلال السنة الفائتة.
يمكن تعريف هذا المصطلح بأنّه الخوف من المركبات الكيميائية، أو بشكل أدق الإشارة الميل للنمو ضمن المجتمع إلى الارتياب وعدم الارتياح لوجود مواد كيميائية صنيعة البشر ضمن المنتجات الغذائية التي يستهلكونها.
قامت المؤسسة الخيرية البريطانية Sense of Science والتي مهمتها بـ “أن يكون الناس مجهزين بالعلم والأدلة” بمحاولة هجومية بإصدار الكتيب المجاني Making Sense Of Chemical Stories، حيث تعد الصور المرافقة لهذه المقالة جزءاً منه.
في هذه الصور، أردت أن أؤكد على الفكرة التي تقول بأنّ المركب الكيميائي سواء أكان طبيعي أم من صنع الإنسان، فإنّ هذا الشيء لا يؤثر على خواصه السمية. هناك العديد من المركبات الكيميائية، وجدت بشكل طبيعي في النباتات والتي هي سامة بالنسبة للبشر ضمن كميات ضئيلة، بالمقابل هناك العديد من المركبات المصنعة من قبل البشر والتي تعد غير ضارة تماماً إلا في حال تناولها ضمن جرعات كبيرة.
على الرغم من أنّ الصورة الأولى من الصورتين ضمن هذه المقالة تصنف المركبات الطبيعية و الصنعية بحسب كونها سامة أو غير سامة، إلا أنّني أردت أن أظهر بأنّه في الحقيقة من المستحيل، بأن تكون كل المركبات الكيميائية في حال تم تناولها ضمن جرعات عالية وكافية سامة – حتى الماء، الذي نعتبره أساسياً للحياة. “الجرعة هي التي تشكل السمية” هي قاعدة تطبق على كل المركبات، الطبيعية منها والصنعية.
هناك حجة شائعة تقول بأنّنا نصبح معتادين على المركبات الطبيعية السامة، ويزداد التسامح حول استخدامها، في حين لم يكن لدينا الوقت لنفعل ذلك مع المركبات الصنعية الجديدة. على أية حال، سوف نعتبر بأنّ أكثر المركبات سمية للإنسان هي المادة الطبيعية البوتولينيوم botulinium، حيث قد تؤدي ملعقة صغيرة منه لقتل ربع سكان الكرة الأرضية.
هذا المركب موجود منذ آلاف السنين ولم نقم حتى الآن بتطوير مادة مقاومة له.
النباتات أيضاً ضمن تطور مستمر وتنتج مركبات لم نتعرض لها من قبل.على أية حال ليس بالضرورة أن يكون كل مركب جديد من قبل النباتات هو سام بالنسبة لنا لأننا لم نتعرض له من قبل.
تشرح لنا الصورة الثانية العلاقة ما بين الجرعة والسمية. حيث تحوي العديد من الفواكه والخضروات مركبات ظهرت على أنّها ذات سمية بالنسبة للبشر. على أية حال، تم إظهارها على نحو مقارن بكميات ضئيلة نسبيًا، وهي بعيدة جداً عن الجرعات المطلوبة لتسبب آثار ضارة على الإنسان.
في السنوات الأخيرة، قامت عدة مجموعات بإحداث صخب حول وجود المركبات الكيميائية والمعروفة بسميتها أو كمسببة للسرطان ضمن مواد التجميل أو المواد الغذائية. كمثال: تعيب بعض المجموعات وجود الفورم ألدهيد Formaldehyde ضمن بعض اللقاحات، على الرغم من وجود هذا المركب ضمن فاكهة الكمثرى، إلا أنّ كميته في اللقاح وفي فاكهة الكمثرى لا يحدث تسمم. والحقيقة الرئيسية، والتي يتم غالباً التغاضي عنها بخصوص الاختبار الكيميائي، بأنّها تنطوي غالبًا على تراكيز من المركبات الكيميائية التي هي أعلى من تلك التي نتعرض لها بشكل اعتيادي. ليس بالضرورة كون مركب كيميائي يسبب الأذية أو السرطان في التراكيز العالية، بل يعني ذلك أن نعاني من آثار ضارة عند الجرعات التي يتم اختبارها. فالقوانين الموجودة على الغذاء تمنع وصول المركبات الكيمائية لمستويات عالية ضمن المنتجات التي نشتريها، في حال كانت المستويات مرتفعة، ببساطة لن تكون هذه الأغذية موجودة على الرفوف.
مثال رئيسي آخر عن انتشار المعلومات غير الصحيحة عن المركبات الكيميائية، ما يسمى بالأغذية المفيدة للجسم Food Babe’s، تم الهجوم، وذلك بدون وجود معلومات، على استخدام المركب آزو ثنائي كاربون آميد Azodocarbonamide (بشكل غير رسمي ما يطلق عليها اسم the Yoga Mat chemical’) وهو الموجود في نوع من أنواع الخبز واسع الانتشار.
إنّها حالة محزنة عندما يقوم شخص ما وليس لديه درجة من المعرفة الكيميائية والغذائية الكافية، ولديه مقدار ضئيل من المعرفة في مجال ما، أن يقوم بنشر مثل هذه المعلومات الناقصة عن المركبات الكيميائية.
المصدر:
Natural vs. Man-Made Chemicals – Dispelling Misconceptions. (n.d.). Compound Interest. Retrieved June 3, 2014, from http://www.compoundchem.com/2014/05/19/natural-vs-man-made-chemicals-dispelling-misconceptions