مقالات علمية

اليود والحرب الفرنسية الانكليزية

إعداد: أنس زهير معروف


شاع في الآونة الأخيرة استعمال الأفران الهالوجينية التي سُمّيت بذلك لاحتواء مصابيحها على كميات محدّدة من اليود أو البروم. ولكن هل تعرفون بأنّ اكتشاف اليود جاء مصادفة عام 1811 نتيجة الحرب الفرنسية الانكليزية. إليكم بعض التفاصيل …

ولد الكيميائي الفرنسي بيرنارد كورتوا Bernard Courtois  عام1777  لأب فرنسي يعمل في إنتاج البوتاس وملح بيتر. وفي بدايات القرن التاسع عشر، كانت جيوش نابليون بأمسِّ الحاجة إلى البارود فالقوات الانكليزية تمنع وصول إمدادات البوتاس اللازم لصناعته.

إذاً فنتيجة الحاجة الماسّة لإنتاج البوتاس (كربونات البوتاسيوم K2CO3) بدأ كورتوا تجاربه على طحالب الساحل النورماندي فقام عام 1811 بحرق كمية منها ونقع رمادها في الماء.

اليودوبعد عدّة عمليات أجراها كورتوا كانت المفاجأة بأن ارتفعت غمامة بنفسجية اللون رائحتها مهيّجة وتذكّر بالكلور. قام كورتوا بتكثيف هذا البخار على سطح بارد فحصل على بلورات لامعة داكنة اللون. تابع كورتوا دراسة مادته الجديدة فهي برأيه عنصراً جديداً، لكن كورتوا كان منشغلاً بإنتاج البوتاس اللازم لصناعة البارود ولم يكن على ثقة باكتشافه، فأوكل إلى صديقين له مهمّة متابعة الأبحاث وأعطاهما الحق في نشر النتائج.

وبالفعل استفاد أحد الصديقين من ذلك كأساس لطلب التحاقه بالمعهد الفرنسي، وهناك أعطت لجنة النظر في الطلبات عيّنتين إلى عالمين مشهورين هما الفرنسي جوزيف لويس جاي لوساك Gay-Lussac Joseph-Louis والانكليزي همفري ديفي Humphry Davy.

أكّد جاي لوساك وجود العنصر الجديد وأعلن ذلك في مقال صحفي يوم 12 كانون الأول عام 1814، وفي اليوم التالي أُذيع خطاب لديفي حول اكتشاف العنصر الجديد ولكنّ الخطاب كان مؤرخا بتاريخ 11 كانون الأوّل فدار جدل حول أحقيّة من أكّد وجود العنصر الجديد. الجدير ذكره أنّ كورتوا نجح مع كيميائي فرنسي آخر بعزل المورفين من الأفيون وذلك قبل اكتشافه لليود.

المزيد عن اليود:

  • أخذ عنصر اليود اسمه “Iodine” من الكلمة اليونانية “Iodes” التي تعني “بنفسجي”.
  • 63 هو ترتيب وجود اليود بين العناصر في القشرة الأرضية.
  • 14mg هي كمية اليود الموجودة في جسم رجل وزنه 70 كيلوغراماً.

من استعمالات اليود:

  • استُعمل فور اكتشافه لمعالجة مرض الدراق (تضخّم الغدة الدرقية) الذي تعزى معظم حالاته لنقص اليود، عادة يتم إضافة كميات محدّدة من أملاح اليود إلى ملح الطعام أثناء تصنيعه.
  • تُستعمل محاليله لتعقيم الجلد وأيضاً لتعقيم المياه كبديل للكلور.
  • كمحفّز لعدد من التفاعلات العضوية (كتفاعل إنتاج حمض الخل).
  • في المصابيح الهالوجينية: إذ تُضاف كميات محدّدة من اليود أو البروم إلى مصابيح التنغستن التقليدية فيتشكّل يوديد/بروميد التنغستن عندما يتبخّر التنغستن من السلك الكهربائي المتوهّج داخل المصباح، ومن ثم يعود يوديد/بروميد التنغستن ليتفاعل مع السلك الكهربائي مرسّباً التنغستن عليه من جديد ممّا يعني عمراً أطول للمصابيح وحرارة ممكنة أكبر تسمح باستخدام هذه المصابيح للتسخين (الأفران الهالوجينية).

المصدر:

Enghag. P. (2004). Encyclopedia of the Elements. WILEY-VCH Verlag GmbH & Co. KGaA, Weinheim.

كوب، كاتي و جولدوايت، هارولد (2001). إبداعات النار. ترجمة فتح الله الشيخ. عالم المعرفة (الكويت).

شارك هذه المادة!

أنس زهير معروف

كيميائي سوري. البريد الالكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى