بعض الآثار الخفيّة للتغير المناخي
بعض الآثار الخفيّة للتغير المناخي
بعض الآثار الخفيّة للتغير المناخي. يدرك معظمنا الآثار المباشرة لارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، كذوبان الكتل الجليدية، وانقراض لبعض أنواع الحياة البرية المختلفة، والتقلبات الجوية المتزايدة بشدة. يلعب الغلاف الجوي دورًا في كل عملية تقريبًا وعليه فإن لتغير المناخ بعض التأثيرات التي لا ندرك وجودها أو ننفي علاقته بها. ولكنها حقيقية بشكل مخيف.
-
الاضطرابات الجوية
يتسبب الاضطراب الجوي في معظم حوادث الطائرات. ويؤدي لإصابة وموت المئات من الركاب سنويًا. كما يكلف شركات الطيران الملايين نتيجةً لتضرر هياكل الطائرات. يصعب تجنب الاضطرابات الهوائية، وذلك لعدم تمكن الطيارين من رؤيتها سواء بشكل مباشر أو من خلال الأقمار الصناعية أو رادارات الطائرات.
الاضطرابات هي عبارة عن تيارات هوائية أفقية سريعة التدفق في الطبقات العليا من التربوسفير – تأثير التيارات النفاثة – تؤثر على أنماط الطقس عن طريق دفع الكتل الهوائية حولها. وترتبط بتدفقات الطائرات النفاثة في الغلاف الجوي، والتي يُتوقع أنها تعزز تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية المختلفة.
خلُصت دراسة نشرت في مجلة نيتشر كلايمت تشينج Nature Climate Change إلى أنّ ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. يحرك التيارات النفاثة بشكل أسرع، وتزداد معها التقلُبات الجوية. وهذا بالضبط ما أشارت إليه دراسة اخرى حيث أن الاضطرابات قد ازدادت من 40 إلى 90% منذ خمسينات القرن الماضي.
يمكنك الاطلاع أيضَا على: كيف ساهم تغير المناخ في التأثير سلبياً على جميع جوانب الحياة
-
تفشي الأمراض المعدية
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية WHO ترتبط 23% على الأقل من الوفيات في أفريقيا بالبيئة، وهي الأعلى على مستوى العالم. حيث يسبب ارتفاع درجات الحرارة وازدياد معدلات هطول الأمطار والرطوبة المرتفعة، في ازدياد أعداد الحيوانات التي تحمل الأمراض، كالبعوض الذي يمكنه نشر الملاريا وحمى الضنك. يقول جان بول آدم Jean Paul Adam وزير الصحة في سيشيل “هناك صلة مباشرة بين تأثير تغير المناخ وتكلفة الرعاية الصحية، كان تفشي حمى الضنك يحدث فقط خلال موسم الأمطار، والذي يستمر بضعة أشهر في السنة. لكن الأمطار الآن لا يمكن التنبؤ بها وتأتي على مدار السنة، وكذلك المرض.”
الجرذان بدورها تعتبر خزانات للأمراض الفيروسية والجرثومية، مثل داء اللولبية النحيفة -البريميات- leptospirosis أو حمى الأرانب tularaemia (أمراض تنتقل نتيجة التعرض لإفرازات الكلاب والقطط وثدييات الوحوش والقوارض المصابة بالخمج. ويكثر الإصابة بها في المناطق الاستوائية والمزارع والمسالخ وفي معسكرات الرحلات وأثناء السباحة في المياه الملوثة). ناهيك عن داء لايم المنتقل من حشرة القراد -نوع من العناكب- وتسبب أمراض الدماغ والقلب نتيجة لانتقال الجراثيم أثناء تغذي الحشرة على دم الإنسان بعد التصاقها بالجلد.
تكاثر الحيوانات ليس السبب الوحيد لانتشار الأمراض، فقد بدأت تظهر أنواع من الجراثيم والفيروسات الكامنة في الأرض دائمة التجمد نتيجة ذوبان الجليد، مما تسبب بعودة بعض الأمراض المنقرضة ففي 2016 توفي أحد الأطفال في روسيا بسبب مرض الجمرة الخبيثة المميت anthrax. والذي يعتقد أنه انتقل من جثة رنة تعود إلى قرن من الزمن كانت مدفونة أسفل طبقات الجليد. وهناك المزيد من المخاوف المتعلقة بهذا الأمر؛ حيث يمكن أن يكشف ذوبان الجليد عن جثث لأشخاص لقوا حتفهم نتيجة الإصابة بالجدري وغيره من الأمراض التاريخية، والتي قد تنتشر مجددًا لتصيب الأحياء.
-
تزايد الميل في محور الأرض
قد يكون هذا هو التأثير الأكثر غرابة للتغير المناخي، فعلى الرغم من انخفاض خطورة تأثيره. منذ مطلع القرن العشرين، تحول محور دوران الأرض حوالي 10.5 متر. تقول دراسة حديثة أنّ هذا الأمر تعود نتيجته جزئيًا على الأقل لتغير المناخ، إذ إن ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند greenland ومناطق أخرى، قد غيّر من توزيع الكتلة الجليدية على الكوكب والشكل التي تدور به الأرض، ولحسن الحظ أنه تغيير صغير جدًا بحيث لا يتوقع أن يكون له تأثير كبير على الطقس أو الزراعة أو حركة الملاحة.
-
الزلازل العنيفة
كيف يمكن للاحتباس الحراري أن يتسبب في حدوث الزلازل؟!
وفقًا لدراسة نشرت في 2009 في نيتشر Nature عن الأعاصير والزلازل في تايوان، فإنّ المناخ الحار يتسبب بالأعاصير الضخمة المترافقة مع انخفاض في الضغط الجوي، وهذا يساعد على تحرك صدوع القشرة الأرض بسهولة أكبر. وكما نعلم أن الصدوع والفوالق في القشرة الأرضية تتعرض لضغوط هائلة. فمجرد ضغط بسيط إضافي، لربما يأتي من ذوبان الكتل الجليدية يمكن أن يحدث زلزالًا قويًا. كما يحدث في ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية. وتجدر الإشارة لبعض الدلائل التي تقول بأنّ الزلازل الطبيعية باتت أقوى أو أكثر تكرارًا من السابق.
يمكنك الاطلاع أيضَا على: تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى نقص المغذيات لمئات الملايين
-
الانفجارات البركانية
يخفف ذوبان الأنهار الجليدية من كتلة اليابسة، ويعطي قشرة الأرض مساحة أكبر للتنفس.
يقول غرايم سويندلس Graeme Swindles مؤلف في هذه الظاهرة. “يمكن أن يؤثر ذلك على تدفق الصهارة من الفجوات والفتحات إلى سطح الأرض. ناهيك عن كمية الصهارة التي يمكن أن تحتويها القشرة الأرضية في الواقع”. وقد قام بمقارنة السجل البركاني لأيسلندا مع الغطاء الجليدي في المنطقة. ووجد أنه وبارتفاع درجة الحرارة، زادت الانفجارات البركانية، رغم ذلك ينفي العلماء هذه العلاقة بين التغير المناخي والانفجارات البركانية في الوقت الحالي على الأقل، ويعزون أمر الزيادة القليلة إلى أن البيانات التي يجمعونها امتدت لأماكن لم يُصل إليها سابقًا.
المصادر:
Ashley Hamer. 5 Things You Didn’t Know Climate Change Could Do. Curiosity, Retrieved December 9, 2018, from https://curiosity.com/topics/5-things-you-didnt-know-climate-change-could-do-curiosity
Nellie Peyton. African islands call for help as climate change worsens health, Thomson Reuters Foundation News Retrieved December 9, 2018, from http://news.trust.org/item/20181108163011-cohro