التطوير الشخصي والبحث العلمي

البحث العلمي – عيوب تجنبها عند البدء

Scientific Research – Mistakes to Avoid
Reem Abou Assi, a pharmacist and a Postgraduate student at the pharmaceutical Technology Department in Univeisiti Sains Malaysia.

إنّ البدء بأي بحث علمي يعتمد على كيفية فهمك ورؤيتك لسير العملية البحثية بشكل عام، من خلال هيكلة المواضيع التي تسعى للتقصي عنها، وتحديد الطرائق التحليلية التي تسعى لاستخدامها من أجل تفسير المشكلة البحثية والتي تسعى أنت لشرحها أو حلها. إنّ القيام بكل ما سبق يحتاج لوقت حتى يكتمل، عندها سيساعدك هذا التنظيم للأفكار لتحديد أبعاد بحثك كاملاً، ورفع سقف نوعية نتائجك النهائية، كما يحميك من الوقوع في نهايات بحثية منقوصة أو خاطئة. وفيما يلي نستعرض وإياك بعضاً من الأخطاء البحثية الشائعة لتتجنبها عند البدء بدراستك البحثية القادمة:

1. نقص الخصوصية: عليك أن تكون واضحاً في وصف الموضوع الذي ستقوم بدراسته، بمعنى آخر، ابتعد عن التعميم والضبابية في الشرح عند التحدث عما ترمو إليه في البحث. مثال: “تطوير العملية الزراعية كاملة”، “تحسين الصحة عموماً”، هكذا تعبيرات لا تعطِ القارئ أي معنى محدد من عملك، بدون وصف الأمر بالمسميات والطرائق.

2. التعريف الضعيف والسطحي للمشكلة التي تريد التعريف بها وحلها من خلال بحثك: إنّ إنطلاقة كل بحث جديد تبدأ من المهارة في صياغة وبيان المشكلة التي تسعى كباحث لخوض خباياها وبالتالي الإجابة عن كل الاسئلة المرتبطة بتلك الخبايا. هنا، على التوصيف أن يكون واضحاً وصريحاً ليشرح نواياك العملية التي تنوي التحري عنها ضمن إطار بيان المشكلة التي كنت قد انتهيت من توصيفها مسبقاً وعندها ستكون قادراً على تحديد نمطية البحث التي عليك أن تعمل وفقها.

3. نقص الخلفية النظرية عن موضوع البحث: تُمثل الخلفية النظرية في البحث العلمي المرآة التي تعكس فهمك المنطقي وتخيلك لمعطيات البحث مستقبلاً، وهذا ما ينعكس أيضاً على قوة الفرضيات العلمية المُدرجة في البحث والقدرة لاحقاً على الحصول على نتائج مطابقة لتلك الفرضيات.

4. بحث ذي مغزى: إنّ تصميم بحثك يجب أن يحمل مدلولاً نهائياً ليكون خير جواب لسؤال “ما فائدة كل هذا الأمر؟” لماذا أريد انجح في إنتاج أنسولين مقاوم لبهاء المعدة الحامضي؟! أو لماذا أريد أن أحقق زيادة في نسبة استخدام الطاقة الشمسية المنزلية؟! إنّ نوعية الإجابة على هكذا سؤال تحدد الفائدة الجوهرية لبحثك وقيمة مساهمته العلمية في ذلك المجال.

5. العلاقة بين بحثك وما تم دراسته سابقاً: عليك أن تقدم تلخيصاُ واضحاً عما قام به الباحثون من قبلك وربطه بما تريد أنت أن تقوم به لتوضح نقطة مساهمتك، عوضاً عن تهميش المساهمات العلمية السابقة في المجال البحثي الذي تنوي التبحر به. يمكنك من خلال هذه العملية أن توضح نقاط الضعف أو النقص و حتى الفجوات البحثية في الأبحاث التي تم القيام بها من قبلك والنقاط التي سوف يساهم بحثك أنت في تغطية تلك الفجوات السابقة.

6. مساهمتك في ميدان العمل: حينما تنتهي من تحديد الفجوات في الأبحاث السابقة، لا تكتفِ بذلك، بل انتقل لتحديد مساهمتك الخاصة في مجالك العلمي، والتحديات التي تريد أن تناقشها، وصولاً إلى نقدك لربما لبعض الافتراضات التي تعتقد أنت بنقصها أو خطئها.

7. ضيق التطبيق: يحدث عند اختيار مجالات بحثية ذات تطبيقات محدودة، كتلك المرتبطة بمنطقة جغرافية محددة، أو نوعية عينات خاصة، أو طرائق تحليلية معينة والتي تحدّ من قدرات الباحث وقابليته لإنتاج أي نتائج ذات معنى وقيمة يمكن أن تُطبّق على مجالات أخرى ونطاقات أوسع غير نطاقه المحدود.

8. أهداف البحث، فرضياته والأسئلة المتعلقة به: يجب أن يحتوي بحثك على سؤال أو فرضية واحدة فما فوق والتي تسعى أنت كباحث أن تجيب عنها، وهذا ما سيُعد دعامة بحثك الأساسية. معنى هذه الاسئلة يجب أن يدور في إطار أهداف ومعنى البحث ويُفضل ألا يتجاوز عدد الاسئلة المطروحة خمس اسئلة.

9. ضعف الطرائق البحثية: كباحث علمي، على طرائقك أن تكون واضحة للعيان من ناحية كيفية جمع وإنتاج النتائج والوسيلة التي سوف تتبع في تحليل وتفسير تلك النتائج.

10. صدق اختيار العينة البحثية: عند اختيار العينة البحثية بهدف دراستها وبغض النظر عن كون العينة أشخاصاً أو أماكن أو أشياء، يجب أن يكون ذلك الاختيار صادقا لخدمة البحث والتحري عن النتيجة الأفضل بغض النظر عن موافقة النتيجة لرغبة الباحث الشخصية أو عدمها.

11. التقنيات والأجهزة: على الباحث أن يكون واضحاُ تماما في وصفه للتقنية المتبعة في البحث، والأجهزة المستخدمة، لجمع ومحاكاة النتائج الأولية والنهائية وربط ذلك كله بخدمة أفكار البحث الأساسية.

12. المعاملة الاحصائية: في الأبحاث الكمية والنوعية عليك أن تعطي بوضوح دلائل وشروح كافية عن طريقة جمعك لكل المعلومات الأولية لتحليلها وفي معظم الأبحاث ينطبق هذا على وصف النتائج من خلال قياس الميول المركزية مثل الوسيط Median والمتوسط Mean والصيغة التي سوف تساعد الباحث على شرح النتائج الرقمية كفكرة علمية.

13. لغة البحث: إنّ اللغة المستخدمة في كتابة البحث العلمي هي لغة أكاديمية رصينة تعتمد على استخدام مصطلحات التخصص والتي يفهمها أهل الاختصاص غالباً بسلاسة، كذلك تعتمد على الابتعاد عن اللغة الشائعة والعامية لكن كل ذلك في إطار عدم التكلف وتعقيد الأمور.

14. المعضلات الأخلاقية: خلال تخطيطك للقيام بالبحث عليك أن تكون قادراً على تقديم الدلائل والمستندات الكافية على أن المشاركين في هذا البحث كمياً كان (أشخاص مشاركين في إستطلاع)، أو نوعياً (حيوانات مخبرية وأشخاص في دراسات سريرية) سيتعرضون في أسوأ الأحول لأقل قدر من المخاطر وذلك لخدمة مصلحة البحث حصراً. عدم قدرتك على القيام بذلك سيدفع القارئ ليُشكك في بحثك وفعاليته وأهدافه. عادة يتبع الباحث أخلاقيات البحث المقررة من قبل مجلس البحث العلمي المخصص في نفس المكان الذي يقوم بالبحث فيه.

15. حدود البحث العلمي: علينا الاعتراف بأنّ لكل بحث علمي حدود لايمكن تجاوزها، دورك يكمن هنا في أن تشرح لماذا تتواجد هذه الحدود في حالة بحثك؟ ولماذا لم تستطع من خلال بحثك أن تتجاوز هذه الحدود؟ ومن الأفضل دوماً أن تُضي رأيك فيما لو أنك استطعت أن تتخطى هذه الحدود، وانعكاس ذلك على نتائج بحثك، والنصائح التي ستغني تجربة من بعدك في نطاق هذا البحث لتخطي تلك الحدود.

شارك هذه المادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى