الكيمياء الفيزيائية وعلم الموادملخصات أبحاث

عمى الألوان والعدسات اللاصقة المصححة له

هل تخيلت من قبل رؤية العالم دون ألوان؟ أو بالألوان المحايدة فقط؟! كأن ترى السماء رمادية دون لون، والبحر كذلك والزرع أيضًا لا تستطيع تمييز الألوان، فما بالك إن كان هذا بالفعل حال بعض الأشخاص! نعم إن المصابين بمرض عمى الألوان يرون كل شيء بهذه الطريقة، قد تتساءل هل تستطيع النظارات الملونة تصحيح الرؤية وجعلها طبيعية؟ مع الأسف لا تفيد النظارات الملونة لتصحيح الرؤية الضبابية.

عمى الألوان
ما هو عمى الألوان

  هناك نوع من العدسات اللاصقة المصبوغة يتم تطويرها حاليًا لكي تساعد الأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان، ولكن حتى الآن لم تثبت فعاليتها وأنها آمنة للاستخدام. لكن ربما هنالك أمل جديد، فقد نشر باحثون في مجلة ACS Nano عن غرس العدسات اللاصقة في جزيئات الذهب النانوية لخلق طريقة أكثر أمانًا لرؤية الألوان.

يعاني أولئك المصابون بعمى الألوان أثناء ممارستهم للأنشطة اليومية مثل اختيار الملابس المتناسقة مع بعض أو المقارنة بين الفواكه وتمييز الناضج منها عن الغير ناضج، وما إلى ذلك مما نقوم به يوميًا وتلعب الألوان دور رئيسي فيه. معظم مرضى عمى الألوان لديهم هذا المرض نتيجة اضطراب وراثي وهو تحديدًا عبارة عن مشكلة التمييز بين الظلال الحمراء والخضراء. توصل الباحثون  إلى أنه يمكن للنظارات الحمراء أن تجعل الألوان أكثر بروزًا وأسهل في الرؤية، ولكن بسبب كبر حجم العدسات قد يصبح الأمر غير مجدي في إصلاح مشاكل الرؤية، ولذلك تحول الباحثون إلى تطوير عدسات لاصقة ملونة بمميزات خاصة. وعلى الرغم من أن النموذج الأولي للعدسات المصبوغة باللون الوردي الساخن حسّن من إدراك اللون الأحمر والأخضر في التجارب السريرية، إلا أن العلماء قاموا بتصفية الصبغة نتيجة لبعض المخاوف بشأن السلامة.

مركبات الذهب النانوية غير سامة، وقد استخدمت لعدة قرون لإنتاج “زجاج التوت البري cranberry glass” بسبب الطريقة التي توزع بها الضوء، ولذلك أراد أحمد صالح وحيدر بات وزملاؤه معرفة ما إذا كان دمج جزيئات الذهب النانوية في مادة العدسات اللاصقة بدلاً من الصبغة يمكن أن يحسن التباين الأحمر والأخضر بأمان وفعالية. قام الباحثون، لصنع العدسات اللاصقة، بخلط جزيئات الذهب النانوية بالتساوي في بوليمر هيدروجيل hydrogel polymer، لإنتاج مواد هلامية ملونة بالوردي ترشح الضوء في حدود 520-580 نانومتر ، وهي أطوال موجية يتداخل فيها الأحمر والأخضر. ولقد أثبتت التجارب أن العدسات الأكثر فاعلية هي تلك العدسات التي تحتوي على جسيمات الذهب النانوية بعرض 40 نانومتر ، وذلك لأنه في الاختبارات، لم تتكتل هذه الجسيمات أو ترشح لونًا أكثر من اللازم. وتتمتع، بالإضافة إلى ذلك، هذه العدسات التي تحتوي على جسيمات الذهب النانوية بخصائص احتباس الماء مماثلة لتلك الموجودة في المنتجات التجارية ولم تكن سامة للخلايا التي تنمو في أطباق بتري petri dishes  في المختبر.

قارن الباحثون أخيرًا مادتهم الجديدة مباشرة -العدسات النانوية الذهبية- بزوجين من النظارات الملونة المتاحة تجاريًا، وعدساتهم اللاصقة المصبوغة باللون الوردي الساخن المطورة مسبقًا، وكانت العدسات النانوية الذهبية أكثر انتقائية في الأطوال الموجية التي حجبتها من النظارات. تطابقت العدسات الجديدة مع نطاق الطول الموجي للعدسات اللاصقة المصبوغة، مما يشير إلى أن العدسات النانوية الذهبية ستكون مناسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل اللون الأحمر والأخضر دون مخاوف محتملة تتعلق بالسلامة. يقول الباحثون إن الخطوة التالية هي إجراء تجارب سريرية مع بعض الأشخاص من المرضى لتقييم الراحة والسلامة لاستخدام تلك العدسات.

ملاحظة:

The American Chemical Society is not responsible for the accuracy of this translation.

مصدر المقال: عمى الألوان والعدسات اللاصقة المصححة له

https://www.acs.org/content/acs/en/pressroom/presspacs/2021/acs-presspac-march-3-2021/color-blindness-correcting-contact-lenses.html

شارك هذه المادة!

الكيمياء العربي

مجموعة من محبي العلم يبحثون ويترجمون معلومات ومقالات لهدف نشر العلم وإغناء المحتوى العربي. الكيمياء العربي ليست جهد فردي وإنّما عمل جماعي يحتمل الخطأ والصواب ويقبل النقد والتصحيح في أي وقت كان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى