الكيمياء التحليليةالكيمياء الحيوية

اضطرابات في شركة ثيرانوس تجبرها على التخلي عن فحوصاتها الطبي

اضطرابات في شركة ثيرانوس تجبرها على التخلي عن فحوصاتها الطبي، سعياً لإنقاذ بعض القيم، قامت الشركة المخضرمة في مجال تكنولوجيا اختبارات الدم بتسريح 40% من طاقمها.

اضطرابات في شركة ثيرانوس

حيث قامت بإغلاق مختبراتها ومراكز الرعاية الصحيّة الخاصة بها، وذلك بسبب الهبوط المستمر لسعر الشركة بعد أن حققت أعلى تثمين “سعر” في عام 2014م بقيمة 9 بليون دولار.

وقد أعلنت عن هذه الخطوة “بلفظ” 340 موظف من أصل 790 ، نتيجةً اضطرابات في شركة ثيرانوس وخسارة الشراكة في تقديم خدماتها لشريحة المستخدمين الرئيسة المستفيدة من هذه الخدمات.

بالإضافة لعدم موافقة الحكومة الأميركية على منحها التمويل الطبي أو ما يسمّى “برنامج المعونات الطبّية المخصص للفقراء”.

تركّز الشركة حالياً على تسويق معدّات مختبراتها المصغرة وذلك لتحقيق وعدها بإجراء عدة اختبارات عبر نقطة دم واحدة!!

وكونها أصبحت شركة “تزويد معدّات” فإنّ هذا يقلّص من قيمتها إلى حوالي 50 مليون دولار.

وذلك حسب تقديرات آندرو طومسون Andrew Thompson، كبير محلّلي الأجهزة الطبّية في جلوبال داتا GlobalData الموجودة في لندن-بريطانيا.

ستيف بروزاك Steve Brozak رئيس شركة WBB Securities للضمانات المالية .

وهو باحث ومستثمر بنوك أميركي مستقل، لمس أنّ عجز ثيرانوس Theranos يكمن بعدم مواكبة خطوطها العريضة والذي أدى لحدوث ضرر بقطّاع التشخيص الخاص بها، “ثيرانوس تحدّت النُّظم، ولكن ليس بشيء يمكن برهانه على المدى البعيد” على حد قوله.

“إنّ سير العملية جعلها تصعّب الأمور أكثر على الشركات الأخرى”.

بعيداً عن ذلك:

في عام 2003م إليزابيث هولمز طالبة الهندسة الكيميائية في جامعة ستانفورد في ربيعها العشرين حينها قامت بتأسيس ثيرانوس Theranos.

نظراً لخوفها من الإبر واستلهاماً من مؤسس شركة أبل ستيف جوبز Steve Jobs، حيث قامت ببناء أجهزة إديسون للإختبار بمجهودها الشخصي.

كما جرت العادة في التسويق التجاري للآلات والأجهزة الطبية بأخذ موافقة مديرية الأغذية والأدوية الأميركية.

لم يُطلب من ثيرانوس Theranos هذه الموافقة، وكما هو الحال في التحاليل المتعلقة بمرض السكّري، والذي يتطلّب عيّنات دموية بالإضافة لأدوات خاصة ولكن كان ل هولمز رأيَ آخر وهو:

“إنّ أنظمة إديسون بإمكانها عمل العديد من التحاليل بوخزة أصبع!! “.

ومن خلال إكتنافها الصمت حول هذه التكنولوجيا أصبحت هولمز مركز نجاح الشركة، خصوصاً بعد أن أصبحت أول فتاة أميركية تملك بلايين الدولارات فضلاً عن ملكيتها للشركة.

يمكنك أيضًا الأطلاع على: كيمياء الواقي الشمسي (أنواع الأشعة الشمسية)

وفي عام 2013م بدأ ثيرانوس Theranos عقد شراكة طويلة الأمد مع Walgreens Boots Alliance ، تم وفقه تأسيس مركز صحي يقدم العديد من التحاليل بسعر مخفض مثل:

  • فحص الحمل أو الكوليسترول.

ولكن، تبعاً لاستثمار عام 2014م فقد وصل تثمين ثيرانوس Theranos ل 9 بليون دولار بمعدل نمو بطيء.

Eleftherios Diammandis أخصائي المورثات السرطانية في مشفى Mount Sinai في تورونتو- كندا، صرّح عن أسباب تبنّي إدارة المشفى لتكنولوجيا ثيرانوس Theranos،

  • حيث أسهمت سمعة الشركة على حماس نائب رئيس المشفى لاتخاذ القرار.
  • وختم Diammandis قائلاً: “معظم إدعاءات الشركة مبالغ بها”.

حزيران 2015م الكيمياء السريرية وأبحاث المختبرات الطبية “لقد حاولت إزالة الغموض عن الشركة” يقول Diammandis “ما هو الجديد؟ لم أجد أي شيء.”

في هذه الأثناء، أصيب John Carreyrou مراسل صحيفة Wall Street Journal، بالاضطراب من إقتباس ل هولمز كانت قد أدلت به لصحيفة New Yorker عن تقنيات ثيرانوس Theranos.

“نفذت الكيمياء دورها حيث أنّ الحفز الكيميائي الجاري يولّد إشارات بين التفاعل والعيّنة وهذا يُترجم بالنتيجة”.

كشف Carreyrou في 15 تشرين الأول من عام 2015م أنّ ثيرانوس Theranos غالباً لم تكن تستخدم تقنياتها.

دماء فاسدة:

مذ ذلك الحين وقد أنهالت المصائب على شركة ثيرانوس Theranos، فوفق بحث مستقل نُشر في صحيفة Clinical Investigation في آذار من عام 2016م أظهر أن 60% من إختبارات الشركة كانت بالمجمل للبحث عن الدهون الضارّة (غير العادية) وذلك بوتيرة أعلى من منافسيها، تزامناً مع تخوُّف المركز الأميركي للرعاية والخدمات

الصحية (CMS) والذي قام سابقاً بإعطاء ترخيص لمختبرات الشركة من فرض عقوبات على الشركة بسبب فشلها بإيفاء الالتزامات القانونية المتعددة.

وفي شهر أيار نشر Carreyrou مقالاً أوضح فيه أن:

  • ثيرانوس Theranos قد تخلصت من أنظمة إديسون.

وذلك من عام 2014م – 2015م. وفي شهر حزيران قامت Walgreens بإيقاف مصادر التمويل الأساسية للشركة، وذلك، بعد فسخ عقد الشراكة، وفي شهر تموز قام (CMS) بفرض عقوبات على الشركة بالإضافة لمنع هولمز من إفتتاح وإدارة المخابر لمدة عامين.

وبمحاولة لتوحيد الصفوف:-

  • أطلق ثيرانوس Theranos “المختبر الصغير” في مطلع شهر آب هدفه بشكل مبدئي تشخيص فيروس زيكا.

ولكن، في نهاية الشهر قامت الشركة بسحب طلبها لاستصدار ترخيص من قسم الأغذية الأميركي.

وذلك، كون الأخير قام بتسليط الضوء على عيوب الشركة، وبعدها بعدة أيام تم الإعلان عن إغلاق المختبرات الطبيّة التابعة لشركة  ثيرانوس Theranos،وذلك في شهر إيلول، كما تمّ حجز أموال الشركة في سان فرانسيسكو-الولايات المتحدة ومقاضاتها ردّاً على إدعاءاتها المضلّلة، وتجاوباً مع أسئلة Chemistry World عن ظروف و أحوال الشركة فقد تم الرد عبر موقعها الإلكتروني.

Matthew Arnold رئيس المحللّين في Decision Resources Group نيويورك-الولايات المتحدة يرى أن:

القضية قد أظهرت الحاجة للتنظيم ” نحن نحتاج لقوّة نافذة توجّه العمل فلا يمكنك ان تُخطئ في مضمار الطب وتحجب ذلك بإقحام وادي السيليكون “Silicon Valey.

يرى Andrew Thompson أن السبب الرئيسي في فشل ثيرانوس Theranos هو الطموح المبالغ به “محاولتهم تطوير أجهزة جديدة مع تأمين خدمات الفحوصات جعلهم يأكلون أكثر مما يمكنهم مضغه” على حدّ قوله.

المصادر:

1. E P Diamandis, Clin. Chem. Lab. Med., 2015, 53, 989 (DOI: 10.1515/cclm-2015-0356)

2. B A Kidd et al, J. Clin. Invest., 2016, 126, 1734 (DOI: 10.1172/JCI86318)

3. A Extance, Troubled Theranos abandons clinical testing. Chemistry World. Retrieved January 19, 2018, from https://www.chemistryworld.com/news/troubled-theranos-abandons-clinical-testing-/1017550.article

شارك هذه المادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى