إنّ إجراء عملية زرع للمرضى بمرض السكري من النوع 1 الذين يعانون مراراً وتكراراً من انخفاض مستويات السكر في الدم أو ما يعرف بhypos””، من المرجح أن تصبح أكثر فعالية نتيجة اكتشاف بواسطة مجموعة من الباحثين الأستراليين.
“زرع الجُزر” (عملية زرع جُزر من البنكرياس، والتي تحتوي على خلايا منتجة للأنسولين) لا يُجرى بسهولة، لأنّ المتلقين يجب أن يأخذوا أدوية مثبطة للمناعة بقية حياتهم. ونتيجة لذلك فإنّ متلقين الزرع بشكل عام هم الأشخاص الذين لا يمكن تنظيم مستوى سكرهم في الدم، والذين دخلوا في غيبوبة وعادة ما يدخلوها دون سابق إنذار.
ومع ذلك فإنّ كثير من الجُزر تموت في غضون أسبوع من زرعها، ومعظم المرضى يتوجب عليهم العودة على الأقل لأخذ الأنسولين في غضون سنتين إلى خمس سنوات.
اكتشفت الأستاذة المساعدة جيني جينتون Jenny Gunton، من معهد جارفان للأبحاث الطبية في سيدني Sydney’s Garvan Institute of Medical Research ومستشفى وِستميد Westmead Hospita، جنباً إلى جنب مع برنامج وِستميد لزراعة الجزيرة، أنّ علاج الجُزر قبل زراعتها باستخدام عقاقير تعزز إنتاج البروتين HIF-1 alpha (المنظم الرئيسي لبقاء الخلية) تُحسن بشكل كبير بقاء جُزر الإنسان في الفئران المتلقية. وقد نُشرت نتائجها في مجلة زرع الخلية، وهي الآن على الإنترنت.
تقول الأستاذة جينتون “أعمل مع فريق زرع الجزيرة في مستشفى وِستميد، وكنا نحاول معرفة طريقة لتحسين النتائج بالنسبة للأشخاص الذين يتلقون عمليات زرع جزيرة”.
“عزل الجُزر من البنكرياس المانح يعرضها لنقص الأكسجين، وتعاني الجزر الكثير من الضرر نظراً لانخفاض المؤقت في مستوى الأكسجين. HIF-1 alpha يساعد الخلايا على الاستجابة لمستويات الأكسجين المنخفضة. وهكذا توقعنا أن تعزيزها بالبروتين من شأنه أن يُحسن بقاء الجزر على قيد الحياة”.
“عندما اختبرنا تأثير معالجة الجُزر قبل زرعها بالديفيروكسامين deferoxamine، واختصاراً DFO، الذي يعزز HIF-1 alpha، والنتائج دعمت توقعاتنا.
“لأنه كان علينا اختبار التأثير قبل استخدامه للأشخاص، فقد زرعنا جُزراً بشرية في الفئران- بعض الجزر تم معالجتها بـ DFO، وبعضها الأخر لم يتم علاجها. في نموذج “الحد الأدنى من الكتلة minimal mass” وهي الأقرب للحالة البشرية، وجدنا أنّ نسبة الشفاء ارتفعت من صفر% في الشهر إلى 50% خلال شهر”
“وفي نموذج “الكتلة الكافية adequate mass” حيث يمكن منح الفئران جُزر أكثر، تم شفاء الفئران بواسطة الجُزر غير المعالجة بـ DFO، إلا أنّ الأمر لزم أكثر من ثلاثة أضعاف الكمية من الجزر غير المعالجة بواسطة الـ DFO لشفاء الفئران”
“أجرينا تجربة أخرى أيضاً لإثبات أهمية HIF-1 alpha، وذلك بواسطة فئران معدلة بحيث لا تنتج HIF-1 alpha في خلاياها المنتجة للأنسولين. وعندما زُرعت هذه الجزر غير المنتجة لـ HIF-1 alphaفي فئران مصابة بالسكري، كانت ردة فعل الفئران المتلقية سيء جداً”
“الأمر الجيد بالنسبة للديفروكسامين هو أنه تمت الموافقة عليه فعلاً للاستخدام البشري، وقد تم استخدامه لأكثر من عقد، وفي دراساتنا استخدمناه بجرعة العلاج البشرية الطبيعية”
“في وِستميد بدأنا بالفعل في استخدام DFO لمعالجة الجُزر قبل زرعها. ورغم أنه من المبكر الوصول إلى أي استنتاجات، إلا أن المتلقين يبدون تقبلاً جيداً. في الواقع لاختبار التأثير الصحيح في البشر، نحن بحاجة إلى مجموعة عشوائية كبيرة لنطبق عليها طريقة الاختبار الوهمية placebo-controlled trial، وللحصول على عدد كبير من الناس فنحن بحاجة إلى مرضى من المراكز المختلفة في العالم وهو أمر غير سهل”
“نأمل أن العثور على طريقة لتحسين بقاء الجزيرة على قيد الحياة في المتلقين سيزيد من فائدة البنكرياس المانح- نقصد أنه يمكن إجراء المزيد من عمليات الزرع، لأنّ البنكرياس الواحد قد يكفي لمتلقي واحد، عوضاً عن بنكرياسين أو ثلاثة لكل متلقي”
“في الوقت الراهن زرع الجزيرة جيد بالنسبة للمرضى الذين يعانون من hypos في مستويات عادية. وحتى إن لم تقم الجُزر المزروعة بتوفير الأنسولين، فالمرضى يتوقفون عن المعاناة من hypos. وهذا يزيد من جودة الحياة بشكل لا يقدر، لأنه من قبل الزرع، الذين يعانون من تكرار تغير مستويات السكر لا يُسمح لهم بالقيادة وبشكل عام لا يمكنهم الاستمرار في وظائفهم”
“نأمل بأن يعطي اكتشافنا هؤلاء المرضى حياة أفضل دون استخدام الأنسولين”
المصدر:
Improving life for those who suffer most from Type 1 diabetes. (June 18, 2012). Garvan Institute. Retrieved from: http://www.garvan.org.au/news-events/news/improving-life-for-those-who-suffer-most-from-type-1-diabetes.html
معلومات مفيده,وشقيقه,الشكر لكم