تقنية تحضير الحبر العربي الأسود
قد يكون لكل خطاط طريقته في تحضير الحبر العربي الأسود، فمنهم من يعتمد عفصات الحديدي فقط، ومنهم من يعتمد الهباب فقط كحوامل لون، ومع ذلك فإننا سنتطرق للطريقة العامة التي تعتبر حلاً وسطاً يمكن لمن يريد أن يضيف عليها أو ينقص بحسب الخبرات الشخصية:
- استخلاص العفص.
- تحضير عفصات الحديدي.
- إضافة الهباب.
- ثم إضافة السكر أو العسل.
- إضافة المحلول الصمغي.
- وأخيرًا إضافة المواد الحافظة.
استخلاص العفص والحبر العربي الأسود:
يتم استخلاص العفص عادة من جوزة العفص الغنية جداً بهذا الحمض وتحتويه على شكل غلوكـوزيد، إذ تكسر الجوزة وتطحن وتغلى بالماء حتى يثبت لون المحلول مع استمرار الغلي، نأخذ المحلول الناتج ونصفيه لنأخذ رشاحته ونسخنها مع بعض من حمض الكبريت الممدد فيتحرر الحمض الحر من الغلوكوزيد ويصبح قابلا لتشكيل الراسب الأسود مع الزاج الأخضر وقد يكون من الأفضل التسخين مع الحموض العضوية كحمض الخل أو الحصرم كما وصف ابن البواب.
ومن الجدير ذكره هنا أنه حتى لو لم نجر عملية المعالجة مع الحمض وأضفنا الزاج فإن المحلول سيتلون بالأسود لوجود نسب من حمض العفص الحر أساسا ولكننا نهمل حينها قسما كبيراً من الحمض يمكنه رفع شدة عمق اللون الأسود للحبر الناتج، ويمكننا أيضا اعتماد الشاي أو لحاء شجر البلوط وجذور شجر الرمان وقشوره كبديل أفقر لجوزة العفص، أو يمكننا الاعتماد على مادة التانين التي يتم تداولها باسم ميموزا في مجالات صناعة الدباغة، والتي تكون عادة على شكل مسحوق أسمر اللون خفيف الوزن النوعي نسبياً.
تحضير عفصات الحديدي الحبر العربي الأسود:
تؤخذ الرشاحة ويضاف لها الزاج الأخضر مع التحريك المستمر فيبدأ اللون الأسود بالظهور كدليل على بدء تفاعلات تشكل عفصات الحديدي، ولا يمكننا تحديد كمية الزاج الأخضر الواجب إضافتها بدقة إلا إذا اتخذنا إجراءات مخبرية دقيقة لتحديد محتوى السائل أو الرشاحة النهائية من حمض العفص الحر والتي تتعلق بعوامل كثيرة نجد من أهمها :
- نوعية المصدر المستخدم: جوزة العفص، شاي، لحاء البلوط …
- الشروط المناخية للزراعة وموعد القطاف – أي درجة النضج – ومدة الخزن .
- نسبة الماء للعفص أثناء عملية الاستخلاص بالغلي، ومدة الغلي والنقع بعدها ومردود عمليات التصفية إضافة لدرجة نعومة المادة الخام المقدمة للغلي.
والواقع أننا لو استعرضنا الوصفات التي وضعها السلف الصالح من الخطاطين لوجدنا من ينصح بزاج وربعه عفص وآخرون بعفص وربعه زاج، هذا كله لأن الأمر كان فيه من الحدس والتوقع أكثر مما فيه من العلم.
وحتى نقارن بين الحدس والعلم فإن العلم يطرح المعادلة على الشكل: لو كان وزن المادة الخام مائة غرام وتحوي خمسين غراماً من حمض العفص الحر فإنه يلزمنا في هذه الحالة خمسون غراما من الزاج فقط .
إضافة الهباب:
بعد الانتهاء من إضافة الزاج الأخضر نبدأ بإضافة الهباب عبر عمليات تحريك شديدة قدر الإمكان حتى تمام تجانس توزع الهباب في كافة نقاط السائل.
إضافة السكر أو العسل:
بعد الانتهاء من إضافة الهباب نبدأ إضافة السكر أو العسل بنسبة 5% مبدئياً.
إضافة المحلول الصمغي:
نبدأ بإضافة محلول الصمغ العربي حتى حصولنا على درجة اللزوجة المطلوبة، أما عن تحضير محلول الصمغ العربي فإنه من المفيد التحدث عن خطواته لما لها من أهمية:
ينحل الصمغ العربي بصورة تلقائية في الماء ليشكل ما يسمى باللعاب دون أن تلعب درجة الحرارة أي دور يذكر، ذلك أنه كما يرينا الجدول التالي فإن معدل ما يزيد من الانحلال هو 3% بفارق من الدرجات يبلغ 65 ْم.
انحلال الصمغ العربي بالماء |
|
نسبة الانحلال المئوية | درجة الحرارة المئوية |
37 | 25 |
38 | 50 |
40 | 90 |
وهكذا نرى أنه من غير المفيد اللجوء لغلي الصمغ إلا إذا كان الغرض القضاء على خميرة الأوكسيداز وفي هذه الحالة يتفكك بعض الصمغ مما يضطرنا لوضع نسبة تتجاوز ال40% أساساً، وعادة نأخذ 400 غرام من الصمغ ونتمم الوزن حتى الكيلو غرام بالماء العادي ونحرك كلما سنحت لنا الفرصة حتى تمام الانحلال حيث نلجأ لعملية ترشيح دقيقة قدر الإمكان ويكون لدينا آنئذ لعاب صمغي جاهز للاستخدام.
إضافة المواد الحافظة:
بعد الانتهاء من إضافة اللعاب الصمغي نضيف المواد الحافظة كالشبة أو بنزوات الصوديوم وقد ترافقها أحيانا الإضافات الخاصة كالكافور والصبر .
نشكر الأستاذ الكيميائي بلال الرفاعي على إرسال هذا الملف